فناداه عبد الله بن حصين الأزدي يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا أنت وأصحابك.
فقال زرعة بن أبان بن دارم حولوا بينه وبين الماء ورماه بسهم فأثبته في حنكه فقال(ع)اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا وكان قد أتي بشربة فحال الدم بينه وبين الشرب فجعل يتلقى الدم ويقول هكذا إلى السماء
عبد الله بن الحصين ودعاء الحسين(ع)عليه
ورويت عن الشيخ عبد الصمد عن الشيخ أبي الفرج عبد الرحمن بن جوزي أن الأباني كان بعد ذلك يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون وهو يقول اسقوني أهلكني العطش فيؤتى بالعس فيه الماء واللبن والسويق يكفي جماعة فيشربه ثم يقول اسقوني فما زال كذلك حتى انقدت بطنه كانقداد البعير.
مقتل العباس بن علي ع
ثم اقتطعوا العباس عنه وأحاطوا به من كل جانب وقتلوه فبكى الحسين(ع)لقتله بكاء شديدا.
وقد قلت هذه الأبيات حين فرق بينهما سهم الشتات-
حقيقا بالبكاء عليه حزنا
أبو الفضل الذي واسى أخاه
وجاهد كل كفار ظلوم
وقابل من ضلالهم هداه
فداه بنفسه لله حتى
تفرق من شجاعته عداه
وجادله على ظمإ بماء
وكان رضى أخيه مبتغاه
صفحه ۷۱