ولكن حتى هذه الآية حصل فيها الاختلاف؛ فأهل البيت عليهم السلام فسروا الآية بما سبق .
وأما المتسمون بأهل السنة فيقولون: إن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله، ويقفون على لفظ الجلالة، ويقولون: إن قوله: {والراسخون في العلم} كلام مستأنف، أي والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا
ويحاولون بهذا التفسير أن يثبتوا غلط أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم عندما يتأولون المتشابه، ويوهمون أنهم لا يثبتون التأويل، وأنه مما اختص الله بعلمه
ولكنه يقال لهم: الإيمان بالمتشابه واجب على كل مؤمن، فلو كان المراد ما قلتم لما بقي لوصفهم بالرسوخ في العلم فائدة؛ إذ كل مؤمن يقول: {آمنا به كل من عند ربنا }.
وأيضا: إذا كان لا يعلم تأويله إلا الله فلماذا قال حبر الأمة ابن عباس رحمهما الله: (( أنا من الراسخين في العلم )(1)
وقال: ( أنا ممن يعلم تأويله )(2)
صفحه ۲۴