ومنها قوله فيما يتعلق بالحكمة
( قل لزهير إذا حدا وشدا
أقلل وأكثر فأنت مهذار )
( سخنت من شدة البرودة حتى
صرت عندي كأنك النار )
( لا يعجب السامعون من صفتي
كذلك الثلج بارد حار )
هذا شيء أخذه أبو نواس من مذهب حكماء الهند فإنهم يقولون إن الشيء إذا أفرط في البرد انقلب حارا وقالوا إن الصندل يحك منه اليسير فيبرد فإذا أكثر منه سخن
وله من هذا الجنس أشياء كثيرة توضع في مواضعها من هذه الترجمة
الأصمعي يحدث قعنب عن أبي نواس
قال أبو عمرو قعنب
خرجت مع الأصمعي من المسجد الجامع فلما صرنا على الدرب الذي يخرج من سكة المربد إلى بني أصمع وقف بي على دار مبنية بالآجر والجص هناك فقال أترى هذه الدار عهدي بها مرة من قصب وكان فيها طراز حائك وكان فيها إنسان فارسي تزوج امرأة فولدت غلاما فأرضعت بلبانه غلاما من ثقيف فتعلم الصبي من الحائك القرآن ثم قال الشعر وخرج إلى بغداد وبلغني أنه قال
( واهج نزارا وأفر جلدتها
وهتك الستر عن مثالبها )
صفحه ۲۲