جاء أبو نواس إلى بشار فأنشده قصيدته اللامية التي يصف فيها النخل فاستحسنها فلما خرج قال بشار لقد حسدت هذا الغلام على هذا الكلام وماذا أخرج منه غرمول شاعر الكوفة يعني والبة بن الحباب
وكان أبو نواس متكلما جدلا راوية فحلا رقيق الطبع ثابت الفهم في الكلام اللطيف ويدل على معرفته بالكلام أشياء من شعره منها قوله
( وذات خد مورد
قوهية المتجرد )
( تأمل العين منها
محاسنا ليس تنفد )
( والحسن في كل شيء
منها معاد مردد )
( فبعضه قد تناهى
وبعضه يتولد )
ومنها قوله
( يا عاقد القلب مني
هلا تذكرت حلا )
( تركت مني قليلا
من القليل أقلا )
( يكاد لا يتجزا
أقل في اللفظ من لا )
ومنها قوله في امرأة اسمها حسن
( إن اسم حسن لوجهها صفة
ولا أرى ذا في غيرها اجتمعا )
( فهي إذا سميت فقد وصفت
فيجمع الاسم معنيين معا )
صفحه ۲۱