وفيه بيان فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي استمر عليه، وهو أنه لم يكن يخلي صلاته من قراءة الفاتحة، فيستدل به على وجوب قراءتها بما صح عنه أنه قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)). وينضم ذلك إلى قوله: ((لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب)). فيجمع به على من يجوز الصلاة بدونها.
وأما حديث أنس فلفظه المتفق عليه في الصحيحين فكلفظ حديث عائشة، وتأويله ذلك التأويل، ويحمل ما انفرد به مسلم عليه بأدلة ستأتي.
33- قال مسلم: ثنا ابن مثنى وبندار، عن غندر: ثنا شعبة: سمعت قتادة يحدث عن أنس قال: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ب: {بسم الله الرحمن الرحيم})).
34- حدثنا ابن مثنى: ثنا أبو داود: نا شعبة نحوه، وزاد: ((فقلت لقتادة: أسمعته من أنس؟ قال: نعم، نحن سألناه عنه)).
35- حدثنا محمد بن مهران الرازي: ثنا الوليد بن مسلم: نا الأوزاعي، عن عبدة: ((أن عمر كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)).
صفحه ۴۴