قال أبو شامة: ترددنا في ذلك هل المراد بذلك: السورة أو الآية من السورة، فيقال: بأية آية من الفاتحة كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته؟ فيقال: بالبسملة أو بالحمدلة، فإذا لم يعرف كيف وقع السؤال؛ فيبطل الاستدلال باللفظ المتردد فيه.
فإن قلت: من أين لكم أن أم الكتاب كان يعبر عنها ب: {الحمد لله رب العالمين}؟
قلت: الفاتحة مشهورة بهذه التسمية، وفي تسميتها بذلك سنة وأحاديث معروفة، وبدليل أن مثل ذلك اللفظ قد وقع أيضا فيما رواه ابن عمر وأبو هريرة -يعني: الافتتاح ب {الحمد لله رب العالمين}- وهما ممن صح عنه أنه كان يرى الجهر بالبسملة، قد دل على أن مرادهم بما رووه اسم السورة من غير تعرض لما تقع به البداءة من سورة الحمد، فاستفدنا بيان السنة في ترتيب قراءة القرآن في الصلاة، وهو أنه تبدأ بالفاتحة، ثم يقرأ بعدها ما تيسر، ولا يعكس ذلك.
صفحه ۴۳