، وأعطاني إمرة بثمانين فارسا . ولم أزل مستمرا إلى أن توفي السلطان . وكانت مدة الإقامة أربع سنين . وانتقلت إلى الديار المصرية في الدولة الأشرفية .
وذلك أنه لما لم يحضر إلى الخدمة بالمرقب مع قرب المسافة ، وتأخر عن مناصرة العساكر ، ثم إن نواب القلاع المجاورة له تواترت بالشكاوى منه . فجهز إليه الأمير حسام الدين طرنطاي بالعساكر ، وتوجه إلى صهيون ، ونزل عليها ، ونازلها ونصب المجانيق ، ولما أشرف على أخذها ، طلب منه الأمان ، فأجابه ، وقرر معه أن لا يؤذيه ، وأن يكون واسطة بينه وبين السلطان في الإبقاء عليه ، فضمن له عن السلطان ، وخرج من صهيون ، وتسلمها الأمير حسام الدين المشار إليه ، ورتب بها النواب وأرباب الوظائف ، وقرر أحوالها ، وعاد إلى الديار المصرية وهو صحبته . ولما وصل ، خرج السلطان للقائه ، وترجل كل منهما عن فرسه ، وتعانقا وتكارشا وتباكيا ، وأطلعه إلى القلعة ، وبالغ في الإنعام عليه ، والإحسان إليه ، وقربه وأدناه ، ونال من إكرامه فوق ما تمناه ، وأعطاه إمرة بمائة فارس . ولم يزل كذلك إلى أن توفي السلطان ، وملك ولده الملك الأشرف ، فقبض عليه ، وأعدمه سنة 691 ه.
صفحه ۸۶