خاتمة
قال أبو جعفر قال بزرجمهر: ((الشدائد قبل المواهب، تشبه الجوع قبل الطعام: يحسن به موقعه، ويلذ معه تناوله)).
وقال أفلاطن؛ ((الشدائد تصلح من النفس بمقدار ما تفسد من العيش، والتترف يفسد من النفس بمقدار ما يصلح من العيش)).
وقال: ((حافظ على كل صديق أهدته إليك الشدائد، واله عن كل صديق أهدته إليك النعمة)).
وقال أيضا: ((الترفه كالليل: لا تتأمل فيه ما تصدره أو تتناوله، والشدة كالنهار: ترى فيها سعيك وسعي غيرك)).
وقال أردشير: ((الشدة كحل ترى به ما لا تراه بالنعمة)).
وملاك مصلحة الأمر في الشدة شيئان: أصغرهما قوة قلب صاحبها على ما ينوبه، وأعظمهما حسن تفويضه إلى مالكه ورازقه.
وإذ صمد الرجل بفكره نحو خالقه، علم أنه لم يمتحنه إلا بما يوجب له مثوبة، أو يمحص عنه كبيرة، وهو مع هذا من الله في أرباح متصلة، وفوائد متتابعة.
صفحه ۱۱۴