65 - وحدثني أبو كامل شجاع بن أسلم الحاسب، قال: ((كان إبراهيم بن الأعجمي المهندس قد تقاصرت يده واختلت حاله، فتكلم على شكل من أشكال الهندسة ورفعه إلى من أوصله إلى المأمون، قال أبو كامل: فحدثني سند بن علي فقال:
((سأل المأمون محمد وأحمد ابنى موسى بن شاكر المنجم، عن منزلة إبراهيم بن الأعجمي في الهندسة، فقالا: ((منزلة ضعيفة، وفيه عامية))، فقال المأمون للسندي بن شاهك: ((أحضرني إبراهيم بن الأعجمي)) فلما أحضره ووقف بين يدي المأمون، تهيبه، فلم تبد منه كلمة، قال: فرأيت انقطاعه قد سر ابني موسى، وقالا للمأمون: ((قد عرفنا أمير المؤمنين أنه ليس بمحل من يدخل إليه، فقلت: ((يا أمير المؤمنين! لولا أنك تبسطنا بمناجاتك والمواظبة عليها، لكنا بمنزلة إبراهيم في الانقطاع من كلامك؛ فأما تقصير هذين به في الهندسة، فإني أشهد سيدي أمير المؤمنين أني من بعض تلامذته، وعليه ابتدأت قراءة الهندسة!))، فأمر بإيصاله إليه مع خاصته، وأجرى عليه ما وسعه)).
((فقلت للسندي: ((متى قرأت الهندسة؟))، فقال: ((امتعضت والله مما #102# لحقه من تعسف هذين الرجلين، فنزلت هذا القول لأرد به الإصغار عنه))، فصلحت حاله، ورجع إلى أفضل ما كان عليه)).
صفحه ۱۰۱