61 - وحدثني ربيعة بن أحمد بن طولون، قال:
((لما توفي خمارويه، قبض علي -وعلى مضر وشيبان ابنى أحمد بن طولون- جيش بن خمارويه، وحبسنا بدمشق. فلما قفل إلى مصر، حبسنا في حجرة من الميدان معه. وكانت لنا في كل يوم مائدة نجتمع عليها، وكان في الحجرة رواق وبيتان، وجلوسنا في الرواق. فوافى خدم له، فأدخلوا أخانا مضر في البيت وأغلقوا عليه الباب، فانفصل عنا وكانت المائدة تقدم إلينا، ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا، فأقام خمسة أيام لا يطعم ولا يستغيث. ثم وافانا ثلاثة من أصحاب جيش، فقالوا: ((ما مات أخوكم بعد؟))، فقلنا: ((ما نسمع له حسا!))، ففتحوا الباب فوجدوه حيا، ورام القيام فلم يصل إليه، ورماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتله فطفئ. وكانت الليلة التي دخلوا فيها ليلة جمعة، وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا.
((وأقمنا يوم الجمعة والسبت لم يقدم إلينا طعام، فظننا أنهم يسلكون بنا طريقه. فلما كان يوم الأحد، سمعنا رجة في الدار وفتح باب الحجرة، وأدخل إلينا جيش بن خمارويه، فقلنا: ((ما خبرك فقال: ((غلب أخي على أمري))، وتولى إمارة البلد هارون بن خمارويه)) فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك، وأضرع خدك))، فقال: ((ما كان عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما)). وأنفذ #96# إلى جماعتنا مائدة، فلما طعمنا بعث إلينا خادما: ((إن جيشا كان قد عزم على قتلكما كما قتل أخاكما، فاقتلاه وخذا بثأركما منه، وانصرفا على أمان))، وبعث إلينا خدما، فتسرعوا إليه فقتل. وانصرفنا إلى منازلنا وقد كفينا عدونا)).
صفحه ۹۵