============================================================
بسراللهالحمنالحيم المقدمة الحمد لله (الذي علم بالقلم علم الأنسان ما لم يغلم) .
والصلاة والسلام على رسول الهدى الاكرم، وعلى آله وصحبه وسلما وبعد فقد امتن الله على الإنسان بنعم جليلة، وكرمه على كثير ممن خلق تفضيلا، وآتاه نور الهداية في مشكاة القرآن، وأكرمه بالقلم وسيلة لتقييد العلوم، وحفظ الحكمة، وصوفها من الضياع والنسيان، حتى تستنير بها الأجيال، وترتقي صعدا في مدارج الكمال.
وكانت آية (اقرأ أول ما نزل من القرآن دليلا إلى فج المعرفة، ومعراجا إلى سماء الحضارة. وغدت ميزة الاسلام الكبرى أنه حضارة قراعة وحفظ لنا القلم معجزة الإسلام الخالدة، وسنة المصطفى الراشدة، وتنامت جهود الرصد والتدوين، لمآثر الأئمة والمجتهدين، فعرف تراث الاسلام المدونات في شتى العلوم، بما زخرت به من آراء الفقهاء وآثار العلماء، وغدت على مدار القرون مراجع لمعرفة نشأة وتطور تلك العلوم، في الفقه والأصول، والتفسير والحديث، واللغة والتاريخ، والطب والهندسة، والكيمياء والقلسفة، وغيرها من فروع المعرفة الانسانية التي ازدهرت بها الساحة الفكرية للمسلمين، منذ وعوا أمر الله المقدس 1اقرا7 .
ولقد مضى على المسلمين عهد اطمأنوا فيه إلى الحفظ والرواية، ونقل آراء العلماء والمجتهدين، وفتاوى الأئمة والفقهاء، مكتفين بتدوين الكتاب والسنة المطهرة، وملتزمين بنهي النبي لهم عن كتابة شيء
صفحه ۸