4
د 8 م ا
21 11 من
له
28 ه قيل بق
2 هده د21 ا2 3 ق م04 بج 28 ا ك 710 4 1 1 2 7 4178 11 قلف 2 1186 لقالطاانه
18 1 ه شن11 لق ت لن :1
111 4 12 جرفع
145 14 1 1 121 45 112 ف 8ت181 د171 1 143 11 111 145 14 وقه 18 1452 11 2 بن 4 1 تق4 1 1419 ف 11 مد 42 111 1 1 142 1 117 11 14 23 18 4 4 11 1447 10 ح 1 422 حقع 4 17 3 ر 2 9 14 رى 40 ون
صفحه ۱
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحه ۲
============================================================
من نفاس العراث الاسلاسي المدونة الك رى ابي غافريشبن غانرالخزاساني من علماء القرن الثاني المجري بتعاليققطبالأئية الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش حقيق الدكتوم مصطفى بن صاح باجو الجزء الأول الطبعتالأولى 1428 ه 2007م
صفحه ۳
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحه ۴
============================================================
انلاك 5 للم7 1214 (مه ك 121151 سرو
صفحه ۵
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحه ۶
============================================================
الاهداء ال من أنريرتني يومسيرة العلم ليمانا، وتحملت من هموم الغرية ألوانا، واحتسبت سنيها الطوال قربانا،...
ودابتترجي مركب الأمل، عقدين من النرمان ولم ترل،...
وكانت فرحلة البحث نعر النصيرة إذا أدني الحمل وأجهدني المسي، فرسمتمن صوم التضحية والوفاء؛ لوحات برايحةالجمال،
وغرستيفرياض السعادة الغناء؛ دوحات وابرفة الظلال...
نوجتي:
صفحه ۷
============================================================
بسراللهالحمنالحيم المقدمة الحمد لله (الذي علم بالقلم علم الأنسان ما لم يغلم) .
والصلاة والسلام على رسول الهدى الاكرم، وعلى آله وصحبه وسلما وبعد فقد امتن الله على الإنسان بنعم جليلة، وكرمه على كثير ممن خلق تفضيلا، وآتاه نور الهداية في مشكاة القرآن، وأكرمه بالقلم وسيلة لتقييد العلوم، وحفظ الحكمة، وصوفها من الضياع والنسيان، حتى تستنير بها الأجيال، وترتقي صعدا في مدارج الكمال.
وكانت آية (اقرأ أول ما نزل من القرآن دليلا إلى فج المعرفة، ومعراجا إلى سماء الحضارة. وغدت ميزة الاسلام الكبرى أنه حضارة قراعة وحفظ لنا القلم معجزة الإسلام الخالدة، وسنة المصطفى الراشدة، وتنامت جهود الرصد والتدوين، لمآثر الأئمة والمجتهدين، فعرف تراث الاسلام المدونات في شتى العلوم، بما زخرت به من آراء الفقهاء وآثار العلماء، وغدت على مدار القرون مراجع لمعرفة نشأة وتطور تلك العلوم، في الفقه والأصول، والتفسير والحديث، واللغة والتاريخ، والطب والهندسة، والكيمياء والقلسفة، وغيرها من فروع المعرفة الانسانية التي ازدهرت بها الساحة الفكرية للمسلمين، منذ وعوا أمر الله المقدس 1اقرا7 .
ولقد مضى على المسلمين عهد اطمأنوا فيه إلى الحفظ والرواية، ونقل آراء العلماء والمجتهدين، وفتاوى الأئمة والفقهاء، مكتفين بتدوين الكتاب والسنة المطهرة، وملتزمين بنهي النبي لهم عن كتابة شيء
صفحه ۸
============================================================
سوى القرآن، بيد آن الصحابة رضوان الله عليهم، ومن منطلق فهمقم لمقاصد النى الكريم، واستيعاهم لحقائق التنزيل، أدركوا أن قصده من هذا النهي توجيه الناس للعناية بكتاب الله، حتى لا يصرفهم عنه صارف، فحصروا همهم على القرآن، وشغل الكتاب المعجز الناس عن حفظ غيره من الكلام.
وكان الصحابة في مضمار الاجتهاد درجات، بين سابق ولاحق، إذ يذكر ابن خلدون أهم لم يكونوا كلهم أهل فتيا، ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم، وإنما كان ذلك مختصا بالحاملين للقرآن، العارفين بناسخه ومنسوخه، ومتشاهه ومحكمه، وسائر دلالاته بما تلقوه من النبي صلي الله عليه وسلم، أو ممن سمعه منهم من عليتهم، ولذلك كانوا يسمون بالقراء اي الذين يقرؤون الكتاب، لأن العرب كانوا أمة أمية، فاختص من كان منهم قارئا للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ، ""وبقي الأمر كذلك صدر لملة ثم عظمت أمصار الإسلام، وذهبت الأمية من العرب بممارسة الكتاب وتمكن الاستنباط، وكمل الفقه وأصبح صناعة وعلما، فبدلوا باسم الفقهاء والعلماء من القراء"(1).
ثم دعت الحاجة إلى الاشتغال بآراء الأئمة والمجتهدين، وحفظ تلك الاراء في السطور بعدما وعتها الصدور، خشية اندئارها عضى الزمن، فيحرم المسلمون من خير لا يقدر بثمن، خير فقه الأئمة للوحى المنزل، وتطبيقهم لنصوصه في الواقع، وسعيهم لصبغ الحياة بأحكام الدين، واحتضان المجتمع في رحاب الشريعة السمحاء.
من هنا كان المنطلق لبناء صرح الفقه الشامخ، فبذلت جهود خارقة متضاقرة لرصد تلك الآراء، وحفظها للأجيال، فحازت مدونات الفقه (1) - ابن خلدون، المقدمة، فصل نشأة علم الفقه، ص313.
صفحه ۹
============================================================
نصيب الأسد من تراث الإسلام، لحاجة المسلمين إلى معرفة الأحكام، انطلاقا من دائرة الفرد، وانتهاء إلى فضاء البشرية جمعاء.
ولا غرو بعد هذا أن نجد الموروث الفقهى أضخم ما أنتجته حضارة اسلام، كما ونوعا، واستيعابا لحياة الفرد والجماعة والدولة؛ في شى علاقاقهم المتشابكة، سواء في حال الوثام والسلام، أم حال الحرب والخصام.
وأخذت مدونات الفقه والأصول مسميات شي، بحست موضوعاقها في الغالب، أو نسبة إلى أصحابها في أحيان كثيرة. فعرفنا موطأ الامام مالك، ورسالة الليث بن سعد، و الرسالة للامام الشافعي، وديوان امام جابر بن زيد، والفقه الأكبر لأبي حنيفة النعمان، وغيرها من آثار علماء الإسلام.
وقد يأخذ الكتاب اسم المدونة، إبقاء على أصل الكلمة، وهو التدوين وحفظ الآثار. مثل المدونة الكبرى لابن القاسم المالكي: ولئن تنامى تدوين كتب الفقه والآتار منذ القرن الثاني الهجري، فإن التاريخ لم يحفظ لنا كل مدوناته الأولى، ولكن رغم ذلك فقد وصلنا منها نصيب غير يسير، يعد نموذجا لغيره، وواقيا بمجمل ما عرف ذلك العضر من آراء اجتهادية، ومناظرات علمية، جرت بين الفقهاء والأئمة الأعلام: ومن تلك المدونات المفقودة ما جمعه الربيع بن صبيح، وسعيد بن ابي عروبة، وجابر بن زيد.
ولا يزال الأمل يراود الباحثين للعثور على ما ضاع من تلك المدونات، ثم هم يبشروننا بين الحين والآخر بالعثور على بعضها فينشرونه لناس، ويضيفون به رافدا لتراثنا الفقهى الثمين.
كما تفاوتت حظوظ المدونات المحفوظة من حيث عناية الناس بها وإقبالهم عليها، فقد نال كتاب الموطا نصيب موفور، واهتم به تلامذة الإمام مالك وأتباعه فبلغ الخافقين، وانتفع به الناس عبر القرون، ولا يزالون.
ك
صفحه ۱۰
============================================================
كما تأتي المدونة الكبرى لابن القاسم في مقدمة مصادر الفقه التي و حفظت آراء الإمام مالك وتلامذته، إذ جردت المسائل عن الأخيار والآثار، واستخلصت عصارة ما سبقها من مصادر، كالأسدية لأسد بن القرات(1)، وعرضت المسائل في صورة خوار بين سحنون وشيخه عبد الحمن بن القاسم؛ فيجيب بما سمعه من شيخه الإمام مالك، وإذا أعوزه حفظ رأي مالك فيه، أجاب بالاستتباط والقياس(2)، وصارت المدونة عمدة المذهب المالكى في الفقه والقضاع، وغدت الأصل التاني بعد الموطأ، بل إفا حازت قصب السبق ونالت ما لم ينله غيرها من كتب المالكية، من حفظ وشرح وتعليق واختصار(3) .
وكان حظ ديوان جابر على خلاف ذلك، إذ ذهبت يه الأيام، وظل خبره يتردد في المصادر دون أن تكتحل به أعين الناظرين، وإن ضمت مصادر التراث الاسلامي كثيرا من آراء جابر وفتاويه، وحفظ تلامذته بحمل فقهه ودونوه في كتبهم، فروئها الأجيال، واستنارت بها في معرفة الحلال والحرام.
(1) - يذكر القاضي عياض أن أمد بن الفرات كان ضنينا بكتابه 9الأسدية2، وكان عند تلميذه سحنون، فرحل سحنون بالكتاب إلى ابن القاسم، فعرضه عليه، واستدرك عليه مسائل فأدرجها سحنون، ثم نسقها، وبوها، وأضاف إليها آراء كبار تلاميذ الإمام مالك، وذيل أبواها بالحديث والآثار، فكانت المدونة الكبرى المعروفة اليوم، وهي ثمرة ثلاثة أعلام، الامام مالك باجاباته، وابن القاسم بزياداته، وسحنون بتنسيقه وتبويه وبعض إضافاته.
عمر الجيدي، محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في الغرب الاسلامي، ص 177 (2)- د. عمر الجيدي، محاضرات، ص175.
(3 انظر: عبد الزحمن بن خلدون، المقدمة، صاق فما بعدة د. عمر الجيدي، محاضرات، ص 178 -[18، وفيه إحالة إلى المصادر:
صفحه ۱۱
============================================================
وكانت مدونة أبي غانم الخراساني من أهم المصادر التي حفظت لنا تراث الامام جابر الققهي وتلاميذه من بعده.
فما هي هذه المدونة؟ ومن هو صاحبها؟ وما قصته وقصتها مدونة ابي غاذالخراساني ولدت مدونة أبي غانم في أحضان مدرسة فقهية أصيلة وعريقة في تاريخ الإسلام، هي مدرسة الإمام جابر بن زيد، إمام الإباضية الفقهي، وإن نسبوا بغير اختيار منهم إلى عبد الله بن إباض، لزعامته السياسية، وبروزه في ساحة المناظرات والجدل، منافحا عن أصحابه، وعن مواقفهم وآرائهم في قضايا الساحة الساخنة آنذاك، ومفندا مزاعم الخوارج وتطرفهم، ومبينا انحرافهم عن النهج الوسط الذي يرفض ظلم الحكام واستبدادهم بالأمر دون شورى، كما يرفض ظلم الرعية واستباحة الدماء والأموال، بميررات وهمية، لا تستند إلى أصل، ولا تجد لها سندا من شرع ولا عقل(4).
في أحضان هذه المدرسة ولدت مدونة أبي غانم الخراسافي، وشناعت الأقدار أن تظل محفوظة إلى اليوم، تتناقلها الأجيال، وترويها، وتصدر عنها في الفقه والأحكام، لما حوته من آراء أئمة الإباضية الأوائل، كما غدت معتمد اللاحقين في بحال الفتوى والقضاء، وإن لم تبلغ مبلغ مدونة سحنون في الشهرة والذيوع، لأسباب تاريخية وفكرية صاحبت مسيرة الاباضية عبر القرون، إذ كان الحصار الفكري والسياسي تصيبهم في تلك 1 - انظر تفاصيل ذلك في ترجمة حابر بن زيد معحم أعلام الإباضية، قسم المفرب، ترحمة رقم: 230، وترجمة عبد الله بن إباض، رقم: 577. وفيها إحالة مفصلة إلى المصادر.
10
صفحه ۱۲
============================================================
المسيرة، فطوقت كتبهم بستار حديدي حال دون استفادة عموم المسلمين منها، رغم أها كتب تصدر عن الكتاب والسنة السمحاء، ولكنه الجهل الذي أثمر القطيعة والشحناء، وسوء الظن الذي فرق المسلمين أيدي سبا، وكتأبهم يدعوهم إلى الوحدة صباح مساء: ومدونة أبي غانم بشر بن غانم الخراساني، كتاب يضم آراء كبار فقهاء الاباضية الأوائل من تلاميذ أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، تلميذ الامام جابر بن زيد، إذ حفظ أبو غانم فتاويهم التي سمعها منهم مباشرة، او بواسطة من أخبره بها، فدوفا في كتابه هذا، وهي فتاوى متفاوتة في الحجم وفرة وكثرة، كما سيتجلى في تفصيل معالم هذه المدونة.
وتعتبر هذه المدونة صورة لفقه المدرسة الاباضية في أصوله ومعالمه، وي منهه وخصائصه.
فمن هو أبو غانم؟ وما هي مدونته؟ وما هي مصادره؟ وما سمات كتابه؟ وما مكانته ضمن تراث مدرسته؟ وكيف وصل إليناة اسئلة ملحة يفرضها المنهج العلمي لتوثيق الكتاب والطمأنينة إليه، حق يؤخذ مصدرا لما تضمنه من آراء واجتهادات، وأخبار وروايات.
وجدير بالتنويه أن هذا الكتاب يتبوأ أهمية بالغة نظرا لموقعه المبكر، وتقدمه الزمني بين مصادر التراث الإسلامي، إذ ينسب إلى نتاج القرن الثاني الهجري، عصر التأسيس لعلوم الإسلام، وعصر بدايات التأليف في اعظم علوم الشريعة، علوم الفقه والأصول، والتفسير والحديث.
1
صفحه ۱۳
============================================================
من هوأبوغاز الخراساني هو الامام الحافظ الفقيه أبو غانم بشر بن غانم الخراساني(1): ولم تذكر المصادر عن اسمه أكثر من هذا.
ونسبته إلى خراسان موطنه الأصلي، إذ كانت من البلاد التي انتشر فيها الاباضية، ونشأ فيها عدد من علمائها، منهم أبو غانم هذا، وأبو عيسى الخراساني.
يقول الدكتور عمرو النامي: "هنالك دليل لا ريب فيه هو أن آراء الاباضية قد وصلت إلى منطقة خراسان في وقت مبكر من تاريخ الحركة، فقد ظهرت في القرن الهحري الثاني بجموعة من العلماء الإباضية تنتهي سلسلة كل اسم منهم بالاسم: "الخراساني" سواء بالميلاد أم بالاقامة، وشارك أولئك العلماء في تدوين وحفظ التراث الفكري لالاضية على عهد أبي عبيدة، ومن بين المتأخرين أبو غانم مؤلف المدونة"(2).
قدم أبو غانم إلى البصرة لتلقي العلم عن الإمام أبي عبيدة مسلم بن اي كريمة، لكنه لم يحظ بمعاصرته إلا زمنا يسيرا، فما لبث أن توفي أبو عبيدة سنة 150 للهجرة، ولما يقض أبو غانم فمته من العلم، فكان له في تلاميذ أبي عبيدة عوض عما خرمه من التعلم على يديه.
ولا تمدنا المصادر بتفاصيل عن حياة أبي غانم، ولا تشير إلا إلى حطات معدودة من مسيرته، لا تكاد تشفي الغليل، إذ تذكر أنه لبث في 1- أبو العباس أحمد الدرجيني، طبقات المشايخ بالمغرب، تحقيق إبراهيم طلاي، مطبعة البعث، قسنطينة، الجزائر، 1974م، ج2، ص313.
(2)- د. عمرو النامي، دراسات عن الاباضية 133.
2
صفحه ۱۴
============================================================
البصرة زمن التعلم، حيث كانت مزدهرة بتلاميذ أبي عبيدة، وحين خفت الالشعاع العلمي بها إثر وفاة الامام الربيع بن حبيب (توفي حوالي 170 ه)، أحد أبرز تلاميذ أبي عبيدة؛ الذي خلفه في الرئاسة العلمية بالبصرة، حينها توجه أبو غانم إلى بلاد المغرب في رحلة علمية قاصدا الامام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم (توفي سنة 208ه)، في تاهرت عاصمة الرستميين(1).
وفي طريق رحلة أبي غانم مر بمصر، وفيها لقي ابن عياد المصري، أحد فقهاء الاباضية بمصر، قأفاد من لقائه آراء علمية فقهية ضمنها مدوتته.
ثم اجتاز على حبل نفوسة (ليبيا حاليا)، ولقي بها عمروس بن فتح المساكني، (توفي سنة 283ه-)، واستودعه نسخة من المدونة، ثم أكمل مسيره إلى تاهرت، حيث لقي الإمام عبد الوهاب.
وذكر معجم أعلام الإباضية أن أبا غانم عرض على الإمام مدونته، فكانت تلك النسخة من نصيب مكتبة المعصومة بتاهرت. بيد آن الرجيني لم يشر إلى نسخة ثانية للكتاب غير التي استودعها عند عمروس في جبل نفوسة(2).
ولما رجع أبو غانم إلى نفوسة طلب من عمروس وديعته، فردها إليه بعد آن نسخ منها تسخة لنفسه.
وواصل أبو غانم طريقه صوب المشرق.
ولا تفيدنا المصادر عن وجهته ولا منتهى رحلته، ولا تذكر شيئا (1) - الدرجيني، طبقات المشايخ، ج2 ، ص323؛ أبو العباس أحمد بن سعيد الشماخي: كتاب السير، ج1، ص194.
(2- الدرجيي، طبقات المشايخ، ج2، ص323.
1
صفحه ۱۵
============================================================
عن تفاصيل حياته إثر عودته من بلاد المغرب.
كما لا تسعفنا أيضا بتاريخ محدد لوفاته، وإن ذكر بعض الباحثين المعاصرين أن وفاته كانت سنة 200 للهجرة(4).
ويرى الباحث صالح البوسعيدي أن هذا تاريخ مبكر لوفاة أبي غانم، نظرا لمعاصرته لعمروس بن فتح، وعمروس كانت وفاته بعد واقعة ماتو الشهيرة سنة 283ه، ويستبعد أن يكون لقاؤهما قبل سنة 200ه-.
فهل عمر عمروس بعد لقائه بأبي غانم ثلاثا وثمانين سنة، ثم شارك في معركة مانو وهو في أرذل العمر؟ إنه من غير المعهود أن يحتفظ شيخ هرم بقوة ثمكنه من شهود المعارك. لذا يرى الباحث صالح البوسعيدي؛، بناء على هذه المقارنة، أن يكون لقاء أبي غانم بعمروس في حدود سنة 220ه، وتكون وفاته بعد ذلك2).
و عميل الدكتور عمرو النامي إلى أن وفاة أبي غانم كانت في مطلع القرن الثالث الهجري، في حدود سنة 205ه وقد ترجم معحم أعلام الاباضية (قسم المشرق) لأبي غانم، ولم سلم برأي الباحث البوسعيدي، نظرا لاعتبارات وجيهة، هي : أن مرور أبي غاتم بجبل نفوسة وإيداعه المدونة عند عمروس، كان في عهد الامام الرستمي عبد الوهاب بن رستم، كما تتفق على ذلك المصادر.
أن وفاة الامام عبد الوهاب كانت بين سنة 166ه، وسنة 208ه على اختلاف بين المصادر(3)، (1) - صالح البوسعيدي، رواية الحديث عند الاباضية، ص98، نقلا عن مشهور حسن حمود وآخرين، موسوعة العالم الاسلامي، ص132.
(2) - صالح البوسعيدي، رواية الحديث عند الإباضية، ص98.
(3) جعل ابن عذارى المراكشي وفاة عبد الوهاب سنة 188ه، وذهب سليمان 14
صفحه ۱۶
============================================================
على أقصى الاحتمالات، فإن لقاء أبي غانم وعمروس لا يتجاوز سنة 20ه للهجرة.
تذكر المصادر أن عمروسا كان صغير السن عند نسخه المدونة، فقد وصفه الدرجيني بقوله: ""وعمروس حيتئذ حدث"، كما أنه عمر طويلا، كما وصفه الشماخي "احاز قصب السبق، وإن كان في السن متأخرا" .
وتورد المصادر أسماء علماء كثيرين غمروا طويلا، ومنهم من شارك في واقعة مانو وقد تحاوز المائة(1).
فلا إشكال إذن أن يكون لقاء أبي غانم بعمروس في بدايات القرن الثالث، أو قبلها بقليل، ويكون تقدير النامي لسنة وفاته عام 205ه معقولا، وإن كنا لا نملك دليلا حاسما على سنة محددة لوفاته.
صفات أبي غانم: تنسب المصادر إلى أبي غانم صفات الرجل العالم الحق، الذي تحلى الباروني إلى أها سنة 190ه، ووافقه عليه الدكتور النامي، بينما ذهب ابن الصغير إلى أفها سنة 208، ورجحه محققا كتابه "أخبار الأنمة الرستميين"، وعليه استقر معجم أعلام الاباضية (قسم المغرب).م انظر: ابن عذارى، البيان المغرب، ج2، ص 197.
سليمان الباروني، الأزهار الرياضية، ص163.
عمرو النامي، أجوبة ابن خلفون، ص09].
ابن الصغير، أخبار الأئمة الرستميين، ص56.
معحم أعلام الاباضية (قسم المغرب)، ترجمة رفم 6099.
(1)- تذكر المصادر من بين هؤلاء: أبا القاسم سدرات بن الحسن البغطوري، آدرك واقعة مانو سنة 283ه وهو فوق الماية، ومات سنة واده فيكون عمره مائة وثلاثين سنة.- وأبا محمد سعد بن وسيم الويغوي، عاش إلى مانو، وقد تتلمذ على يد الامامين عبد الوهاب وابنه أفلح وعبد الله بن الخير الجرامي غتر مائة وعشرين سنة.
5ا
صفحه ۱۷
============================================================
بالصبر، وتدرع بالمثابرة في طلب العلم، حتى بلغ فيه درجة عالية.
ومن بين خصاله التي بوأته هذه المنزلة المتميزة بين أعلام الإباضية؛ التواضع، والأمانة، والحرص على التحصيل: وهو ما تشهد به مدونته في مواضع عديدة، إذ نجده مثالا للطالب الملحاح على أستاذه، لا يمل من سؤاله في استعطاف وتواضع، ليستدر أخلاف شيخه، فينفحه بدرر العلم وفوائده، ويفيض عليه بما لا يمنح لكل طالب، بل يختص به النابهون المجدون والنجباء.
وتحمله الأمانة على التصريح بالرأي إذا سمعه من صاحبه مباشرة، واستيقن منه، فإن شك في الأمر نص على ذلك، ونبه إليه تفاديا للتدليس.
وفي المدونة نماذج عديدة لهذه الدقة والأمانة. ومن ذلك قوله: اسألت أبا المؤرج عن المدبر، هل تباع خدمته؟ قال: نعم، إن شاء باعها.
قال: وكذلك قال لي وائل ومحبوب، لا أدري أرفعا ذلك إلى الربيع؛ أم رأيا ذلك رآيا منهما، ولا أدري أرفع ذلك أبو المؤرج إلى أبي عبيدة أم رأى ذلك رأيا منه" (2).
وفي موضع آخر يقول: "سألت أبا المؤرج عن رجل قال: إن كلمت فلانا فغلامي حر، فبدا له أن يكلمه، فباع الغلام، ثم كلمه، ثم اباع الغلام، هل يجوز له أن يكلم الرجل، والعبد في ملكه؟ قال: أحب الي أن لا يبتاعه، ولا أقول إن ابتاعه حر؛ وتركه أحب إلي.
قال: وكذلك قال أبو غسان، قال: وأخبرني وائل بذلك، لا أدري عن الربيع ذلك، أم رأي منه، لا أجدني أقوم بحفظه الآن"2) .
(1) - أبو غانم، المدونة الكبرى) ج2، كتاب الإعتاق، صا4.
(2)- أبو غانم، المدونة الكبرى، ج3، كتاب الأحكام والأقضية، ص129.
صفحه ۱۸
============================================================
شيوخ أبي غازروسرواةالمدونة تلمذ أبو غاتم على يد آبي عبيدة مسلم، زمنا قصيرا، ثم على يد تلاميذ أبي عبيدة الذين تخرجوا في مدرسته، وازدهرت هم البصرة زمنا، وقد حفظت المصادر تراجم وجيزة عنهم: وجلهم ممن وردت أسماؤهم في المدونة.
وهؤلاء هم: ابو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي: ابو عمرو الربيع بن حبيب الفراهيدي البصري العماني.
ابو سعيد عبد الله بن عبد العزيز البصري.
ابو المؤرج عمر بن محمد القدمي اليمني.
ابو غسان، مخلد بن العمرد.
ابو أيوب وائل بن أيوب الحضرمي أبو سفيان محبوب بن الرحيل المكي: اتم بن منصور: ابو المهاجر، هاشم بن المهاجر الحضرمي: ضمام بن السائب.
ابو نوح صالح بن نوح الدهان.
ابن عباد المصري.
ابو المعروف شعيب بن المعروف.
ابومودود حاجب بن مودود: وما يرهق الباحث المستقصي لتراجم أعلام الاباضية عموما، عدم توثيق أخبارهم وإهمال التاريخ لأعلامهم، استنادا إلى أن العمل لله يدعو ال عدم الاحتفاء بالحياة الشخصية، وعدم تدوين أعمالهم ونشرها، خوف الرياء وإحباط العمل، وكم من عالم أورتنا موسوعات نفيسة 7ا
صفحه ۱۹
============================================================
ومؤلفات عديدة، ولا نحد من تاريخ حياته ما يملأ أسطرا معدودة.
وكذلك الحال مع تراجم شيوخ أبي غانم ورفاقه، إذ لم تحفظ لنا المدونات التاريخية عنهم إلا ملامح عامة، لا تقدم صورة وافية لمعالم شخصتهم ومسار حياقهم.
ولئن كان التعلل بايثار العمل في الظل، وإخلاص العمل لله، والابتعاد عن الرياء وحب المحمدة، عذرا مفهوما، فإن حق التاريخ يظل مهضوما، وتظل الأجيال تطالب بالحاح بعميرائها من هذه الصفحات الناصعة، التي تعزز انتماء الخلائف إلى أمة ماجدة، والانتساب إلى آباء كرام، ينوا بحذا أثيلا، وخلدوا فكرا أصيلا.
وسنحاول رصد أهم معالم تراجم هؤلاء الأعلام الذين شكلوا شخصية أبي غانم، وكانوا مصدره الأكبر في مدونته، مع تصوير العصر والمحيط العلمي والثقافي الذي ساده، وما جرى فيه من محاورات ومناظرات أثرت المسيرة العلمية، وتركت بصماقها في المدونة.
ابوعبيدةمسل (توفي حوالي: 145ه/762م) يعد أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة أول شيوخ أبي غانم، إذ تتلمذ عليه في بداية الطلب بالبصرة، وإن كانت مدة هذه التلمذة قصيرة، فقد قتبس منه ومضات حددت وجهته، وأنارت له السبيل، فواصل المسيرة مع تلاميذ أبي عبيدة فيما يعد.
وهو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي بالولاء، عالم جليل، له مقدرة على التنظيم، وحسن التديير، عرفت الاباضية على يديه أكبر انجازاقها السياسية في المشرق والمغرب.
أاخذ العلم عن الإمام جابر بن زيد الأزدي، وكان أكبر تلاميذه، 16
صفحه ۲۰