معجز احمد
اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي
ژانرها
بلاغت
الكائنين: نصب على الصفة لبني الحسن مجاز.
يقول: إنهم أعداء أعدائي، وأولياء أوليائي.
خلائقٌ لو حواها الزنج لانقلبوا ... ظمى الشفاه، جعاد الشعر غرانا
الظمى: جمع أظمى وظمياء، وهو اسم الشفة. وقيل: دقيق الشفة. ويروى: لمن الشفاه والغران: جمع أغر، وهو الأبيض.
يقول: لهم خلائق حسنة، لو كانت في الزنج لتحولوا عن سوادهم وصاروا بيض الوجوه، سمر الشفاه، جعاد الشعور.
وإنما قال ذلك لأن شفاهم بيض، وشعورهم قطط.
والجعد: هو الذي دون القطط. وفوق الرجل. والرجل: فوق السبط.
وأنفسٌ يلمعياتٌ تحبهم ... لها اضطرارًا ولو أقصوك شنآنا
يقال: رجل يلمعي وألمعي: إذا كان ذكيًا فطنًا.
يقول: أنفس كريمة فطنة، تحبهم لأجلها اضطرارًا، وإن أبغضوك وأبعدوك. وشنآنا: نصب على التمييز.
الواضحين أبواتٍ وأجبنةٍ ... ووالداتٍ وألبابًا وأذهانا
الواضحين: نصب على التمييز. أو هو نعت لبني الحسن. وأجبنة: جمع الجبين. وروى: أخبية: وهي جمع خباء، ووضوحه؛ لغشيان القصاد. والأبوة: مصدر الأب.
يقول: إن غرتهم واضحة، أي صريحة، وكذلك جباههم واضحة، أي حسان المنظر، وهم أشراف من قبل الأمهات، وعقولهم وخواطرهم واضحة. يعني: يعرف ذلك كل أحد.
يا صائد الجحفل المرهوب جانبه ... إن الليوث تصيد الناس أحدانا
أحدان: جمع واحد والأصل وحدان، فأبدل. والمرهوب: إن جررته فهو صفة للحجفل. والهاء في جانبه تعود إليه. وجانبه: فهو صفة للصائد والهاء عائد إليه.
يقول: لك فضلٌ على الأسد؛ لأنك تصيد الجيش كله، والأسد يصيد الناس واحدًا واحدًا.
وواهيًا كل وقتٍ وقت نائله ... وإنما يهب الوهاب أحيانا
واهبًا: نصب؛ لأنه منادى نكرة، ونكره للتعظيم. وكل وقت: مبتدأ، ووقت نائله: خبره.
يقول: أنت تهب دائمًا، والأجواد يهبون في وقت دون وقت.
أنت الذي سبك الأموال مكرمةً ... ثم اتخذت لها السؤال خزانا
سبك الذهب: إذا أذابه وجعله قطعة واحدة.
يقول: فكأنك سبكتها وجعلتها مكرمة، ثم جعلت السائلين خزانًا لها. قوله: سبك الأموال مكرمة. بمعنى صاغها كما يقول سبكت الذهب خلخالًا.
عليك منك إذا أخليت مرتقبٌ ... لم تأت في السر ما لم تأت إعلانا
أخليت: صادفت مكانًا خاليًا.
يقول: إنك إذا خلوت، كان عليك رقيب من نفسك، فأنت لا تفعل سرًا ما لا تفعله جهرًا.
لا أستزيدك في ما فيك من كرمٍ ... أنا الذي نام إن نبهت يقظانا
واليقظان لا ينبه.
يقول: إنك قد بلغت الغاية في الكرم، فإن أردت منك زيادة، كنت كمن يجيء إلى اليقظان فينبهه، يحسب أنه نائم وتقديره: أنا النائم إن نبهت يقظانا.
فإن مثلك باهيت الكرام به ... ورد سخطًا على الأيام رضوانا
باهيت: أي فاخرت. والهاء في به للمثل، ويجوز أن يكون للكرم.
يقول: باهيت الكرام بمكانك، وعلمت أنك قد بلغت، فلا مزيد على ما أنت عليه من الكرم، وكنت ساخطًا على الزمان؛ لفقد الكرام فيه، فجعلت سخطي عليه رضًا؛ لأن كرمك أزال عن الزمان سخطي؛ حيث إني رضيت بك عنه.
وأنت أبعدهم ذكرًا، وأكبرهم ... قدرًا، وأرفعهم في المجد بنيانا
قد شرف الله أرضًا أنت ساكنها ... وشرف الناس إذ سواك إنسانا
المنصوبات في البيت الأول: على التمييز. أي أنت أكرم الكرام، فذكرك أشهر وقدرك أشرف ومجدك أعلى وأرفع، وسواك: أي خلقك على استواءٍ. وفي القرآن: " خلقك فسواك " أي: أنت شرف الأرض، وزينة الناس. ومثله:
أرضٌ لها شرفٌ سواها مثلها ... لو كان مثلك في سواها يوجد
وإنسانا: نصب؛ لأنه مفعول ثان من سواك.
وقال يمدح أبا أيوب أحمد بن عمران ويذكر مرضًا ألم بأبي أيوب:
سربٌ محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها
السرب: جماعة النساء، ورفع؛ لأنه خبر ابتداء محذوف. أي: هذا سرب، أو: مرادي سرب. ومحاسنه: مبتدأ ثان، وقوله: حرمت ذواتها خبره. وقيل سرب رفع بالابتداء، ومحاسنه مبتدأ ثان، صفة له. وداني الصفات إن شئت جعلته: بدلًا من قوله: محاسنه وإن شئت جعلته: صفة له أخرى. وإن شئت جعلته خبر السرب.
1 / 158