جهت‌گیری سیاسی مصر در دوران محمد علی: بنیان‌گذار مصر مدرن

هنري دودويل d. 1360 AH
78

جهت‌گیری سیاسی مصر در دوران محمد علی: بنیان‌گذار مصر مدرن

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

ژانرها

وبالجملة فإن ذلك التوسع وإن لم يؤد إلى زيادة موارد محمد علي المادية زيادة تذكر، قد يضاعف كثيرا من نفوذه السياسي ويزيد هيبته، وكان يعتقد - وبحق - أن جنوبي بلاد العرب لن يمكن أن تثبت طويلا أمام قوة منظمة، وأن بغداد على الأكثر لن تبدي مقاومة ما؛ لأن الحالة العامة في الأقاليم كانت حالة تعاسة وبؤس لا نظير لهما. وقد كتب الكولونيل تيلور وكيل شركة الهند الشرقية بهذه المناسبة يقول: «إن الأهالي من فرط بؤسهم يتطلعون إلى إبراهيم.»

1

أما تجار بغداد فإنهم لا يرون حدا لأطماع الحكومة التركية وميلها إلى السلب والنهب إلا تخوفها من وصول الجنود من الهند، وقد استهجنوا قرار بالمرستون بمنع ضم إقليمهم إلى ما أصبحوا فعلا يسمونه «بالخلافة المصرية».

2

وفي الواقع لو استطاع محمد علي أن ينادي باستقلاله لإحياء الخلافة المصرية من جديد؛ فإنه كان يشرف على إدارة الحجاز، وهو المكلف بحمايته ضد المطامع الخارجية. ومهما كان شأن ما حاكه رجال الدين من ضروب الخبث والدهاء حول مركز الخليفة الديني؛ فإن الجمهور كان يعتقد أن خلافة السلطان لن يمكن أن تظل طويلا بعد أن أفلتت منه سلطته الاسمية على مكة والمدينة؛ فالسلطان - كما كتب إبراهيم إلى أبيه - لا يمكن أن يذكر اسمه بعد اليوم في خطبة الجمعة أو يشار إليه باعتباره خادم الحرمين،

3

وحتى قبل نشوب الحرب السورية رددت الألسن في مصر أن شريف مكة على وشك أن يذيع منشورا بأن «من يملك الكعبة ويذود عنها هو الذي يصح أن يسمى بحق حامي حمى الملة المحمدية.»

4

ثم إلى جانب الاستيلاء على الحجاز قد كانت لمحمد علي السيطرة على مركز خطير آخر من مراكز النفوذ في العالم الإسلامي وهو القاهرة؛ لأن مكة وإن كانت تعتبر مهد الدين الإسلامي من الناحية الروحية إلا أنها لم تكن مركزا للثقافة أو العلم الإسلامي؛ فلم يكن فيها مدارس تذكر ولا مكاتب كبيرة يلجأ إليها طالب العلم، بل لم يكن فيها مكان واحد لبيع الكتب أو تجليدها. نعم؛ لقد كانت المحاضرات تلقى في المسجد الأعظم، ولكن لم يكن يلقيها أحد من علماء الإسلام الأعلام ... هذا فضلا عن أن القليلين الذين حضروا لاستماعها لم يخرجوا عن كونهم شرذمة من جهلاء الهنود والمالاي والعبيد .

5

صفحه نامشخص