============================================================
الشيطان ، هلذا في الأكثر؛ لأنه يبتدىء بدعوة الشر ، ويطلب الإغواء بكل حال .
وثالثها : إن وجدته لا يضعف، ولا يقل بذكر الله تعالى ، ولا يزول. فهو من الهوى ، وإن وجدته يضعف ويقل بذكر الله تعالى. . فهو من الشيطان ، كما ذكر في تفسير قوله تعالى : من شر آلوسواس الخناس} : ( أن الشيطان جائم على قلب أبن آدم ، إذا ذكر الله تعالى.. خنس ، وإذا غفل.. وسوس)(1).
وأما الفصل الثالث : إذا أردت أن تفرق بين خاطر خير يكون من الله تعالى أو من الملك. . فانظر في ذلك من ثلاثة أوجه : أحدها : أن تنظر؛ فإن كان قويا مصمما.. فهو من الله تعالى ، وإن كان مترددا.. فهو من الملك؛ إذهو بمنزلة ناصح يدخل معك من كل جانب ووجه، ويعرض عليك كل نصح؛ رجاء إجابتك ورغبتك في الخير: والثاني : إن كان عقيب أجتهاد منك وطاعة . فهو من الله تعالى ، قال الله تعالى: وألذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، والنين أهتدوا زادهر هدى وهاللهم تقوه وإن كان مبتدأ . . فهو من الملك في الأغلب .
والثالث : إن كان في الأصول والأعمال الباطنة.. فهو من الله سبحانه وتعالى، وإن كان في الفروع والأعمال الظاهرة.. فهو من الملك في الأكثر؛ إذ الملك لا سبيل له إلى معرفة باطن العبد في قول أكثرهم .
وأما خاطر الخير الذي يكون من قبل الشيطان أستدراجا إلى شر يربو عليه : فلقد قال شيخنا رحمه الله : انظر؛ إن وجدت نفسك في ذلك الفعل الذي خطر بقلبك مع نشاط لا مع خشية، ومع عجلة لا مع تأن، ومع أمن لا مع خوف، ومع عمى عن العاقبة لا مع بصيرة. . فاعلم أنه من الشيطان فاجتنبه، وإن وجدت نفسك على ضد ذلك مع خشية لا مع نشاط، ومع تأن لا مع عجلة، ومع خوف لا مع
صفحه ۹۱