============================================================
فالأول : أن تعرض الأمر الذي خطر ببالك على الشرع ، فإن وافق جنسه..
فهو خير، وإن كان بالضد برخصة أو شبهة. . فهو شرە .
فإن لم يستبن لك بهذا الميزان. . فاعرضه على الاقتداء، فإن كان في فعله أقتداء بالصالحين.. فهو خير ، وإن كان بالضد أتباعا للطالحين.. فهو شة .
فإن لم يستين لك بهذا الميزان. . فاعرضه على النفس والهوى ، وانظو؛ فإن كان مما تنفر عنه النفس نفرة طبع لا نفرة خشية وترهيب. . فاعلم أنه خير، وإن كان مما تميل إليه النفس ميل طبع وجبلة لا ميل رجاء إلى الله تعالى وترغيب.. فهو شر ؛ إذ النفس أمارة بالشوء لا تميل بأصلها إلى خير فبأحد هذذه الموازين - إذا نظرت وأمعنت النظر - يستبين لك خاطر الخير من خاطر الشر، والله تعالى ولي الهداية بفضله ، إنه جواد كريم.
وأما الفصل الثاني : فقال علماؤنا : إذا أردت أن تفرق بين خاطر شر يكون من قبل الشيطان ، وبين خاطر شر يكون من قبل هوى التفس أو من الله تعالى ابتداء. فانظر فيه من ثلاثة أوجه : أحدها : إن وجدته مصمما راتبا على حالة واحدة. فهو من الله تعالى أو من هوى النفس ، وإن وجدته مترددا مضطربا. فاعلم أنه من الشيطان .
وكان بعض العارفين رحمه الله يقول : مثل هوى النفس مثل النمر إذا حارب.. لا ينصرف إلآ بقمع بالغ ، وقهر ظاهر ، أو مثل الخارجي الذي يقاتل 2 تدينا ، لا يكاد يرجع حتى يقتل، ومثل الشيطان مثل الذتب ، إذا طردته من جانب.. دخل من جانب آخر.
وثانيها : إن وجدته عقيب ذنب أحدثته.. فهو من الله تعالى؛ إهانة وعقوبة بشؤم ذلك الذنب ، قال الله تعالى : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال شيخي الإمام رحمه الله : هلكذا تؤدي الذنوب إلى قسوة القلب ؛ أولها خاطهآ، ثم تؤدي إلى القسوة والرين.
وإن كان هذا الخاطر مبتدأ لا عقيب ذنب كان منك. . فاعلم أنه من قبل
صفحه ۹۰