============================================================
وقسم يحدثه عقيب دعوة الشيطان، فينسب إليه ويقال له : الوسوسة ، وتنسب إليه بأنها خواطو من الشيطان ، وإنما هي في الحقيقة حادثة عند دعوته، فهو كالسبب في ذلك، وللكنه تنسب إليه ، فهلذه أربعة أقسام من الخواطر .
ثم أعلم بعد هذا التقسيم : أن الخاطر الذي من قبل الله تعالى آبتداء قد يكون بخير؛ إكراما وإلزاما للحجة، وقديكون بشر؛ أمتحانا وتغليظا للمحنة.
والخاطر الذي يكون من قبل الملهم لا يكون إلأ بخير ؛ إذ هو ناصح مرشد لم يرسل إلأ لذلك .
والخاطر الذي يكون من قبل الشيطان لا يكون إلأ بشر إغواء واستزلالا(1) ، وريما يكون بالخير مكرا واستدراجا.
والذي يكون من قبل هوى النفس يكون بالشر وبما لا خير فيه تمنعا وتعشفا .
ولقد وجدث عن بعض السلف أن هوى النفس أيضا قد يدعو إلى الخير والمقصوذ منه شرؤ كالشيطان، فهلذه أنواغها ثم اعلم بعد هلذا : أنك محتاج إلى معرفة ثلاثة فصول لا بد لك منها ألبتة ، وفيها المقصود: أحدها : الفرق بين خاطر الخير وخاطر الشرفي الجملة: والثاني : الفرق بين خاطر شر أبتدائي أو شيطاني أو هوائي ، وبماذا تفرق بينها ؟ فإن لكل واحد منها دفعا من نوع آخر.
والثالث : الفرق بين خاطر خير ابتدائي وإلهامي ، أو شيطاني أو هوائي لتتبع ما يكون من الله تعالى أو من الملهم ، وتجتنب ما يكون من الشيطان ، وكذلك الهوى على قول من يقول به فأما الفصل الأول : فقد قال علماؤنا رضي الله عنهم : إذا أردت أن تعرف خاطر الخير من خاطر الشر وتفرق بينهما . . فزنه بأحد الموازين الثلاثة يتبين لك حاله:
صفحه ۸۹