============================================================
لا يدعو إلا إلى الخير ، والوسواس لا يدعو إلا إلى الشر في قول أكثر علمائنا .
وقد حكي عن شيخنا رحمه الله : أن الشيطان ربما يدعو إلى الخير وقصده في ذلك الشرو؛ بأن يدعوه إلى المفضول ليمنعه عن الفاضل ، أو يدعوه إلى خير ليجره إلى ذنب عظيم لا يفي خيره بذلك الشر من عجب أو غيره .
فهذان داعيان قائمان على قلبه، يدعوانه وهو يسمع قلبه يحس بذلك، على ما روي في الأخبار : أنه إذا ؤلد لابن آدم مولود.. قرن الله سبحانه به ملكا ، وقرن الشيطان به شيطانا ؛ فالشيطان جائم على أذن قلب أبن آدم الأيسر ، والملك جاثم على أذن قلبه الأيمن، فهما يدعوانه: وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة"(1) يعني : نزلة بالدعوة ، من قولهم : لم بالمكان وألم به إذا نزل به.
ثم ركب الله تعالى في بنية الإنسان طبيعة مائلة إلى الشهوات ونيل اللذات كيف كانت ، من حسن أو قبح، فذلك هوى النفس الضارفة إلى الآفات ، فهلذه ثلاث دعاة(2).
ثم أعلم بعد هلذه المقدمة : أن الخواطر هي آثار تحدث في قلب العبد، تبعثه على الأفعال والثروك، وتدعوه إليها، وسمآيت خواطر لاضطرابها، من خطرات الريح ونحوها، وحدوثها جميعا في قلب العبد بالحقيقة من الله سبحانه وتعالى، للكنها أربعة أقسام : منها ما يحدثه الله تعالى في القلب ابتداء، فيقال له : الخاطر فقط -وقسم يحدثه موافقا لطبع الإنسان، فيقال له : هوى النفس، وينسب إليها.
وقسم يحديه عقيب دعوة الملهم، فيسب إليه ويقال له : الإلهام
صفحه ۸۸