============================================================
فله إذن مع سائر الناس عداوة عامة، ومعك أيها المجتهذ في العبادة والعلم عداوة خاصة، وإن أمرك له لمهم، ومعه عليك أعوان، أشدها عليك نفسك وهواك، وله اسبات ومداخل وأبوات أنت عنها غافل، ولقد صدق يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله حيث قال : الشيطان فارغ وأنت مشغول، والشيطان يراك وأنت لا تراه، وأنت تنساه وهو لا ينساك، ومن نفسك للشيطان عليك عون: فإذن لا بد من محاربته وقهره ، وإلا.. فلا تأمن الفساد والهلاك.
فإن قلت : فبأي شيء أحارب الشيطان ؟ وبأي شيء أقهره وأدفعه ؟
فاعلم : أن لأهل هلذه الصناعة (1) في هلذه المسألة طريقين : أحذهما : ما قاله بعضهم : إن التدبير في دفع الشيطان الاستعاذة بالله سبحانه لا غير؛ فإن الشيطان كلث سلطه الله تعالى عليك؛ فإن اشتغلت بمحاربته ومعالجته.. تعبت، وضاع عليك وقتآك، وريما يظفر بك فيعقرك ويجرحك؛ فإن الؤجوع إلى رب الكلب ليصرفه عنك أولى: والثاني : ما قال آخرون : إن الطريق المجاهدة، والقيام عليه بالدفع والرد والمخالفة قلث : والذي عندي أن الطريق العدل الجامع في أمره أن تجمع بين الطريقين ؛ فتستعيذ بالله تعالى أولا من شره كما أمرنا، وهو الكافي شره، ثم إن رأيناه يتغلب علينا.. علمنا أنه أبتلاءآ من الله تعالى ليرى صدق مجاهدتنا وقوتنا في أمره سبحانه وتعالى ويرى صبرنا ، كما أنه يسلط علينا الكفار مع قدرته على كفاية أمرهم وشرهم ليكون لنا حظ من الجهاد والصبر والتمحيص والشهادة ، كما قال تعالى : وليعلم الله الذي ء امثوا ويتخذ منكم شهداء) ، وقال تعالى : {أمر حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلو الله الذين جلهدوا منكم ويعلم العدبرين} ، فكذلك هو
صفحه ۸۶