============================================================
والثاني : قطع الطمع عنهم بمرة، فيهون عليك أمرهم ؛ لأن من لا ترجو نفعه، ولا تخاف ضره.. فوجوده وعدمه سواء والثالث: تبصر آفاتهم، وتتذكر ذلك، وتكرره على قلبك؛ فإن هلذه الأذكار الثلاثة إذا لزمتها. . طردتك عن صحبة الخلق إلى باب الله تعالى ، والتفرود لعبادته، وحببته إليك، والزمتك بابه، وبالله التوفيق والعصمة العائق الثالث: الشيطان، ثم عليك - يا أخي - بمحاربة الشيطان وقهره، وذلك لخصلتين: احداهما: أنه عدؤ مضل مبينآ، ولا مطمع فيه بمصالحة وإبقاء عليك، بل لا يقنعه إلأ هلائك أصلا، فلا وجه إذن للأمن من مثل هلذا العدو والغفلة عنه ، و تأمل آيتين من كتاب الله سبحانه : إحداهما : قوله تعالى : ألم أفهد إليكم ينبنى ءادم أن لا تعبدوا الشيطلن إنه لكزعدوثبين.
والثانية : قوله تعالى : إن الشيطان لكرعدو فاتخذوه عدوا} ، وهلذا أقصى التحذير وغايئه: والخصلة الثانية : أنه مجبول على عداوتك، ومنتصت أبدا لمحاربتك، فهو آناء الليل وأطراف النهار يرميك بسهامه وأنت غافل عنه، فكيف يكون الحال؟!
ثم وقعث معك نكتهآ أخرى، وهي أنك في عبادة الله تعالى، ودعوة الخلق إلى باب الله سبحانه بفعلك وقولك، وهذا ضد صنيع الشيطان وهمته، ومراده وحرفته، فصرت كأنك قمت وشددت وسطك لتغايظ الشيطان وتكايده وتناقضه، فهو أيضا يشد وسطه ليعاديك ويقاتلك ويماكرك حتى يفسد عليك شأنك ، بل حتى يهلكك رأسا ؛ إذ لا يأمن من جانبك بعد ؛ فإنه الذي يسيء ويقصد بالهلاك إلى من لا يغايظه ولا يناقضه، بل يصادقه ويوافقه، كالكفار وأهل الضلالة ، وأهل الرغبة في بعض الأحوال، فكيف قصده لمن قام لمغايظته، وتجرد لمناقضته ؟!
صفحه ۸۵