============================================================
ما جلست مجلسا أخوف علي من هلذا ، قال : وكيف يا أبا علي؟ قال : ألست تعمد إلى أحسن حديثك فتحدثني به، وأنا عمدث إلى أحسن ما عندي فحدثتك به، فتزينت لي ، وتزئنت لك؟ فبكى سفيان(1).
فيجب أن تكون مجالستك للإخوان وملاقاتهم على مقدار قصد في أحتياط ونظر لطيف ، فلا يقدح ذلك حييذ في عزلتك وتفردك عن الناس، ولا يعود عليك وعلى أخيك بضرر وآفة ، بل بخير كثير، ونفع عظيم، والله الموفق فإن قلت : فما يبعثني على العزلة عن الناس والتفرد، ويهون علي ذلك ؟
فاعلم : أن الذي يهون عليك ذلك ثلاثة أمور : أحذها : أستغراق أوقاتك في العبادة؛ فإن في العبادة شغلا، وإن الاستثناس بالناس من علامات الإفلاس: فإذا رأيت نفسك تتطلع إلى ملاقاة الناس وكلامهم من غير حاجة وضرورة..
فاعلم أن ذلك فضول ساقه إليك الفراغ والبطو، ولقد أحسن من قال في هذا [من الكامل] المعنى: ان الفراغ إلى سلامك قادني ولربما عمل الفضول الفارغ فإذن إذا أعطيت العبادة حقها.. وجدت حلاوة المناجاة، واستأنست بكتاب الله سبحانه، واشتغلت عن الخلق، واستوحشت من صحبتهم وكلامهم، وفي الخبر : أن موسى عليه الصلاة والسلام كان إذا رجع من المناجاة.. يستوحش من الناس، وكان يجعل إصبعيه في أذنيه؛ لئلا يسمع كلامهم، وكان كلامآهم عنده في النفور والوحشة في ذلك الوقت كأصوات الحمير، فعليك بما قاله شيخنا رحمه الله: امن مجزوء الخفيف] ااض بالله صاحيا وذر الناس جاني ادق الوذ شاهدا كنت فيهم وغائا ق ب التاس كيف شيء ت تجدهم عقاربا
صفحه ۸۴