============================================================
منها أيضا ؛ فإن جموع الإسلام من الله عز وجل بمكان وإن تغير الناس وفسدوا ، كذا سمعنا من حال الأبدال أنهم يحضرون جموع الإسلام أينما كانت ، ويسيرون من الأرض حيث شاؤوا ، وأن الأرض لهم قدم واحد وفي الأخبار : أن الأرض تطوى لهم ، وينادون بالتحيات ، ويتحفون بأنواع البر والكرامات، فهنيئا لهم بما ظفروا به، وأحسن الله عزاء من غفل عن النظر في خلاص نفسه، وأعان الطالب الذي لم يصل إلى المقصود كأمثالنا، ولقد (من الخفيف] غرض لي في صفة حالي أبيات من الشعر ، وهي : ل وفاز الأحباب بالأحباب ظفر الطالبون وأتصل الوص بين حذ الوصال والإجتناب وبشيا مذبذبين حيارى نفس حال المحال للألباب نرتجي القرب بالبعاد وهلذا م وتهدي إلى طريق الصواب فاسقنا منك شربة تذهب الغم ح ويا منقذي من الأوصاب يا طبيب السقام يا مرهم الجر أو بماذا أفوز يوم الحساب لست آدري بما آداوي سقامي ولنقبض الآن عنان الجنان ، ونرجع إلى المقصود من شأن العزلة؛ فقد خرجناعن شرط الباب: فإن قيل : أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : 1 رهبانية أمتي الجلوس في المساجد" ، وفيه زجر عن التفرود ؟
فاعلم : أن ذلك في غير زمان الفتنة كما ذكزناه ، وأيضا فإنه يجلس في المسجد ولا يخالط الناس ولا يداخلهم، فيكون بالشخص معهم ، وفي المعنى منفردا عنهم ، وهذا هو المعنيي في العزلة والتفرد الذي نحن في شرحه، لا التفرد بالشخص والمكان ، فافهم ذلك رحمك الله، وفيه يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله : كن واحدا جامعيا، ومن ربك ذا أنس ، ومن الناس وحشيا .
صفحه ۸۱