============================================================
أحذهما: صبرو طويل، وحلم عظيم، ونظرو لطيف ، واستعانة بالله تعالى دائمهآ.
والثاني : أن يكون في هذا المعنى منفردا عنهم وإن كان بالشخص معهم ، فإن كلموه.. كلمهم، وإن زاروه.. عظمهم على قدرهم وشكرهم، وإن سكتوا عنه وأعرضوا عنه.. استغنم ذلك منهم، وإن كانوا في حق وخير.. ساعدهم، وان صاروا إلى لغو وشر.. خالفهم وهجرهم، بل رد عليهم وزجرهم إن رجا قبولهم ثم يقوم بجميع حقوقهم من الزيارات والعيادات، وقضاء الحاجات التي ترفع إليه ما أمكنه، ولا يطالبهم بالمكافآت، ولا يرجو ذلك منهم، ولا يريهم من نفسه استيحاشا لذلك، ويباسطهم بالبذل إذا قدر، وينقبض عنهم في الأخذ إن أعطي، ويتحمل منهم الأذى، ويظهر لهم البشر، ويتجمل بظاهره لهم، ويكتم حاجاته عنهم، فيقاسيها بتفسه، ويعالجها في سره وباطنه.
ثم يحتاج مع ذلك إلى أن ينظر لنفسه خاصة، فيجعل لها حظا من العبادة الخالصة ، كما قال عمؤ بن الخطاب رضي الله عنه : ( إن نمت الليل. . لأضيعن نفسي، وإن نمث النهار.. لأضيعن الرعية، فكيف لي بالنوم بين هاتين ؟1)(1).
(من الطويل] وفي هلذا المعنى غرض لي أبيات من الشعر ، وهي : فوطن على أن ترتكبك الوقائع فإن كنت في هدي الأئمة راغبا وقلب صبور وهو في الصدر مانع بنفس وقسور عند كل كريهة لوسوك مكتوم لدى الرب ذائع لسانك مخزون وطرفك ملجم وثغرك بسام وبطنك جائع وذكرك مغمور وبابآك مغلق وفضلك مدفون وطعنك شائع وقلبك مجروخ وسوقك كاسد من ألدهر والإخوان والقلب طائع وفي كل يوم أنت جارع غصة
صفحه ۷۸