============================================================
مفيد، وكلام بين سديد، أعترف به من عقل وأنصف، والله تعالى وليي الهداية والتوفيق بفضله.
فإن قيل : فلا بد لنا من قذر من الدنيا ليكون قوامآ لنا ، فكيف نزهذ فيها ؟!
فاعلم : أن الزهد في الفضول مما لا يحتاج إليه في قوام البنية، فالمقصود : القوام والقوة حتى تعبد ألله سبحانه لا الأكل والشرب والتلذذ ، والله تعالى إن شاء.. أقامها بشيء وسبب ، وإن شاء. أقامها بغير سبب كالملائكة ثم إن كان بشيء؛ إن شاء.. فبشيء حاصل عندك، أو بطلبك وكسبك ، وإن شاء.. فبشيء غيره يسببه لك من حيث لا تحتسب، من غير طلب منك وكسب ، كما قال اللهآ تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له يخربا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) فإذن لا تحتاج بحال إلى طلب وإرادة، فإن لم تقو على ذلك، وطلبت وأردت.. فانو بذلك العدة والقؤة على عبادة الله تعالى ، دون الشهوة واللذة؛ فإنك إذا نويت ذلك. . كان الطلب والإرادة منك خيرا وطلبا للآخرة بالحقيقة لا للدنيا، ولا يقدح في زهدك وتجودك، فاعلم هلذه الجملة راشدا إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق العائق الثاني : الخلق، ثم عليك - وفقك الله وإيانا لطاعته - بالتفرؤد عن الخلق، وذلك لأمرين : أحذهما : أنهم يشغلونك عن عبادة الله عز وجل، على ما خكي عن بعضهم أنه قال : مررث بجماعة يترامؤن وواحد جالس بعيدا منهم ، فأردث أن أكلمه فقال لي : ذكر الله أشهى إلي من كلامك، فقلت : أنت وحدك؟ فقال : معي رئي وملكاي، فقلت : من سبق من هؤلاء؟ فقال : من غفر الله له، فقلت : اين الطريق؟ فأشار بيده إلى السماء ، وقام وتركني ، وقال : أكثر خلقك عنك شاغل.
فالخلق إذن يشغلونك عن العبادة، بل يمنعونك منها، بل يوقعونك في الشر والهلاك ، على ما قال حاتم الأصم رحمه الله تعالى : طلبت من هلذا الخلق
صفحه ۷۰