============================================================
خمسة أشياء فلم أجذها : طلبت منهم الطاعة والزهادة فلم يفعلوا، فقلت : أعينوني عليهما إن لم تفعلوا ، فلم يفعلوا، فقلت : ارضوا عني إن فعلت، فلم يفعلوا، فقلث : لا تمنعوني عنهما إذن، فمنعوني، فقلت : لا تذعوني إلى ما لا يرضي الله العظيم ولا تعادوني عليها إن لم أتابغكم ، ففعلو(1)، فتركثهم واشتغلت بخاصة نفسي واعلم أيها الأخ في الدين : أن نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم وصف زمان العزلة، وبين نعته ونعت أهله، وأمر فيه بالتفرد، وكان صلى الله عليه وسلم لا محالة أعلم بالمصالح ، وأنصح لنا منا لأنفسنا: فان وجدت زمانك على ما وصف وبين.. فامتثل أمره صلى الله عليه وسلم ، واقبل نصيحته ، ولا تشك في أنه صلى الله عليه وسلم كان أعرف بما يصلع لك في زمانك، ولا تتعلل بالعلل الكاذبة، ولا تخادغ نفسك، وإلا.. فأنت هالك ولا عذرلك .
والوصف الذي ذكرناه منها هو في الخبر المشهور عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أنه قال : بينما نحي حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال : " إذا رأيتم الناس مرجتث عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه، قلث: ما أصنع عند ذلك جعلني الله فداءك؟ قال: " الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر الخاصة، ودغ عنك أمر العامة "(2).
وذكر في خبر آخر أنه عليه الصلاة والسلام قال : " ذلك أيام الهزج " قيل : وما أيام الهزج ؟ قال : " حين لا يأمن الرجل جليسه "(3) .
وذكر أبن مسعود رضي الله عنه في خبر آخر للحارث بن عميرة أنه قال :
صفحه ۷۱