122

منح مکیه

ژانرها

============================================================

مبين فصيح لا تلعثم فيه، قيل : يخلقه الله فيها حينئذ من غير حياة : { وإن من شيء إلا يسيع بحمده، وقيل: بل يخلق الله فيها حياة ولسانا وإدراكا فتنطق مختارة عارفة بما تنطق به، ويدل لهلذا ما يأتي في حنين الجذع وأنينه ، فإن ذلك يدل على أن الله تعالى خلق فيه الحياة والعقل والشوق حتى حن وأن، ولا يعارضه : أن مذهب الأشعري : أن خلق الصوت في محل لا يستلزم خلق الحياة والعقل فيه ؛ لأنا لم نأخذ الحياة من تصويته، بل من إطلاق الصحابة عليه أنه حن وأن، ومذهب الأشعري : أن الذكر المعنوي والكلام النفسي يستلزمان الحياة استلزام العلم لها، ولذا عامله صلى الله عليه وسلم معاملة الحي فالتزمه كما يلتزم الغاتب أهله (ب) الشهادة بالإنباء والإرسال (الذي أخرس عنه لأحمد) متعلق با أفصحت) (الفصحاء) نائب فاعل (أخرس) وفيه الطباق؛ أي: أن العرب قريشا وغيرهم مع كونهم آرباب الفصاحة وفرسان البلاغة امتنعت السنتهم من النطق له صلى الله عليه وسلم بالايمان به والشهادة له بالرسالة إليهم، وشهد له بذلك الجمادات الصم بأفصح لسان وأبلغ بيان.

فمن ذلك : تسبيح الحصى في يده ، ثم في يد أبي بكر، ثم في يد عمر رضي الله عنهما، يسمع تسبيحهن من في الحلقة، رواه جماعة وهو مشهور لنكن في سنده ضعف (1) وصح عن ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام (2)، وفي سماعهم لذلك غاية الكرامة لهم وصح أيضا :" إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث ، إني لأغرفه آلان "(3) قيل : هو الحجر الأسود، وقيل: البارز بزقاق المرفق؛ لأنه كان بممره صلى الله عليه وسلم من دار خديجة إلى المسجد، وعليه أهل مكة سلفا وخلفا وصح عن علي كرم الله وجهه : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، (1) اخرجه ابن عساكر في تاريخه * (120/39) (2) أخرجه البخاري (3579)، وابن خزيمة (204)، والترمذي (3633)، وأحمد (360/1)، وأبو يعلى (5372) (3) اخرجه مسلم (2277)، وابن حبان (6482) ، وأحمد (95/5)، وغيرهم

صفحه ۱۲۲