121

منح مکیه

ژانرها

============================================================

رأسه ومراق بدنه حتى بالحديد فأبي، فوجهوه نحو اليمن فقام، ثم نحو الشام فمشي، ثم نحو المشرق فمشى، ثم نحو الكعبة فأبى فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل كأمثال الخطاطيف من البحر، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار، حجر في متقاره، وحجران في رجليه كأمثال العدس، لا تصيب أحدا منهم إلا قتلته، فخرجوا هاربين يتساقطون بكل طريق، وأصيب آبرهة في جسده به، فتساقطت أنامله أنملة أنملة حتى وصل صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، وسال منه الصديد والقيح والدم، وما مات حتى تصدع قلبه وقد ذكر الله تعالى هذه القصة في (سورة الفيل) وافتتحها ب{ ألة تر مع أنها قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، بل قبل ولادته؛ إشارة إلى أن المراد من الرؤية العلم والتذكر، وأن الخبر بذلك متواتر، فكان العلم بذلك ضروريا مساويا للعلم الحاصل بالرؤية البصرية.

وقد دلت هذذه القصة على غاية شرف تبينا صلى الله عليه وسلم، فإنها كانت ارهاصا وتأسيسا لنبوته، ويجوز تقديم المعجزة على زمن النبوة تأسيسأ كما مر في تظليل الغمام والشجر والملكين، بل جاء : أن الشجر والحجارة قريب مبعثه صلى الله عليه وسلم كان لا يمر منها بشيء إلا سلم عليه سلاما يسمعه بأذنيه (1)، وعلى شرف قومه وحماية الله لهم، ولذا دانت العرب لشرفهم؛ لعلمهم بأن أبرهة لا قدرة للعرب بأسرهم على قتاله، فإذا تولى الله نصرتهم عليه. . دل ذلك على عظيم اعتناء الله بهم ولفقد معنى الإرهاص بعد مجيء النبوة وثبوتها بالدلائل القطعية أملي للحجاج بحه الله- حتى خرب الكعبة ولم يعاقب بشيء ولما ذكر ما يتعلق بالهام الحيوان بذكر قصة الفيل. . ذكر ما يتعلق بإلهام الجماد فقال : والجماداث أفصحث بألذي أخ رس عنه لأخمد الفصحاء (والجمادات) وهي: ما لا روح فيه (أفصحت) أي: أظهرت ونطقت بكلام (1) نقله ابن هشام في " السيرة "(234/1) عن ابن إسحاق، وسيورد الشارح بعد قليل نحوه :

صفحه ۱۲۱