143

مطمح الأنفس

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

پژوهشگر

محمد علي شوابكة

ناشر

دار عمار

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

محل انتشار

مؤسسة الرسالة

وبها أدرك أمانيه، ووجد تجرّده للعلم وفراغه، وتفرّد بتلك الإراغة ولا سيّما كتابه المُسمَّى بالمُحْكَم فإنه أبدعُ كتاب وأحكم، ولمّا مات الموفّق رائش جناحه ومثّبت غرره وأوضاحه، خاف من أبنه إقبال الدولة، وأطاف به مكروهًا بعض من كان حوله، فناشته للطّلب حَيَّات مساورة، ففرّ إلى بعض الأعمال المجاورة وكتب إليه منها مستعطفًا:
ألا هَلْ إلى تَقْبيل راحتِكَ اليُمْنَى ... سَبِيلٌ فإنَّ الأمْنَ في ذاك واليُمْنَا
فتنضى هموم طَلَّحَتُهُ خُطُوبُها ... ولا غاربًا يُبْقِينَ ولا مَتْنَا
غَريبٌ نَأى أهْلُوه عنه وشَفّه ... هواهم فَأمْسَى لا يقرُّ ولا يَهْنَا
فيا ملك الأملاك إنّي مُحَلأٌّ ... عَن الورْدِ لا عنه أُذَاذُ ولا أُدْنَى
تَحقَّقْتُ مكروهًا فأقبلتُ شاكيًا ... لَعَمْري أمأذونٌ لِعَبْدكَ أن يُعْنَى

1 / 292