مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرها
فقال: (يا شقيق، لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك) فناولني الركوة فشربت منها فإذا هي سويق يسكر، فوالله ما رأيت قط ألذ منه ولا أطيب فشبعت ورويت، وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا، ثم لم أره حتى حططنا بمكة فرأيته ليلة إلى جنب (قبة الشراب) نصف الليل وهو قائم يصلي بأنين وخشوع وبكاء، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر ثم قام إلى حاشية المطاف فركع الفجر ثم صلى فيه الصبح مع الناس ثم طاف إلى بعد شروق الشمس ثم صلى خلف المقام ثم خرج يريد الذهاب فخرجت خلفه أريد السلام عليه وإذا بجماعة قد طافوا به يمينا وشمالا ومن خلفه وقدامه وإذا له حاشية وخدم وحشم وأتباع قد خرجوا معه.
فقلت: من هذا الفتى؟
قالوا: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم.
فقلت: لا يكون هذا إلا لمثل هذا ثم إني انصرفت -روى هذه الحكاية ابن الجوزي في كتاب (مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن)، والحافظ عبدالعزيز بن الأحصر الجنابذي في كتابه (معالم العترة النبوية)، وقاضي القضاة الرامهرمزي في كتابه (كرامات الأولياء).
ومن غرائب ما يروى عنه ما ذكره عبد الله بن إدريس عن ابن سنان أن الرشيد حمل إلى علي بن يقطين ثيابا من جملتها دراعة سوداء منسوجة بالذهب [سوداء] من لباس الخلفاء، فأنفذها علي بن يقطين مع غيرها إلى موسى الكاظم [عليه السلام] فرد الدراعة وقال:احتفظ بها فلك معها شأن، فارتاب علي بن يقطين بردها وجعلها في سفط وختم عليها، وبعد مدة يسيرة تغير علي بن يقطين على غلام له ممن يطلع على أموره وطرده، فسعى بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقال: إنه يقول بإمامة موسى الكاظم، ويحمل إليه زكاة ماله والهدايا، ومن جملتها الدراعة السوداء التي أكرمه بها أمير المؤمنين؛ فغضب وقال: لأكشفن عنه فإن صح أزهقت روحه؛ فأنفذ إليه وقال: ما فعلت [23أ]بالدراعة السوداء؟
صفحه ۱۳۲