مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرها
[(9) موسى بن جعفر (الكاظم)(ع)]
( 128 - 183 ه / 745 - 799 م)
ومن شمائل ولده الأمام موسى الكاظم عليه السلام ما أخبر به شقيق البلخي قال: خرجت حاجا في سنة ست وأربعين ومائة فنزلت (القادسية) فبينما أنا أنظر إذ رأيت الناس في مخرجهم إلى الحج، إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه، شديد السمرة، نحيف، فوق ثيابه ثوب صوف، مشتمل بشملة، في رجليه نعلان وقد جلس منفردا، فقلت في نفسي: هذا الفتى من (الصوفية) ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم، والله لأمضين إليه وأوبخنه فدنوت منه فقال: يا شقيق ?اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم?[الحجرات:12] ثم تركني وولى.
فقلت في نفسي: إن هذا الأمر عظيم تكلم على ما في خاطري ونطق باسمي، هذا عبد صالح لألحقنه وأسأله الدعاء، فغاب عني ولم أره فلما نزلنا واقصة، فإذا هو واقف يصلي فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلله، فلما فرغ من صلاته التفت إلي وقال: اتل ?وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى?[طه:82] ثم قام ومضى وتركني.
فقلت: هذا الفتى من الأبدال قد تكلم [22ب]على سري مرتين فلما نزلنا (زيالا) وإذ أنا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة فسقطت في البئر من يده فرمق السماء بطرفه وسمعته يقول:
وقوتي إذا أردت طعاما
أنت ريي إذا ضمئت إلى الماء
ثم قال: (اللهم إلهي وسيدي مالي سواك فلا تعدمنيها) [قال شقيق]: فوالله لقد ارتفع الماء إلى رأس البئر والركوة طافية عليه، فمد يده وأخذها، ملأ فتوضأ منها وصلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويجعل في الركوة ويحركها ويشرب، فأقبلت نحوه وسلمت عليه فرد علي السلام؛ فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله [به] عليك.
صفحه ۱۳۱