يدًا، ومملوكٌ رقبة.
[إِطلاق لفظ "الكِتاب" على الخط]:
ومثل الكِتابة في تلك المعانى لفظ "الكِتاب"- بدون هاء- فإِنه يطلق بمعنى الخط ومنه قوله تعالى لعيسى ﵇: ﴿وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [المائدة: ١١٠] (١).
فإِن الكتاب فيها بمعنى الكِتابة، إِلا أنه شاع في العُرْف إِطلاقُه على الحروف والكلماتِ المجموعة خطًا، استعمالًا للمصدر بمعنى اسم المفعول على التوسُّع الشائع، كقولهم: "فِراش"، و"غِراس"، و"لِباس" بمعنى "مَفْروش" و"مغَرْوس" و"مَلَبُوس". ونظيرها: "بِساط" و"مِهاد" ثم أطلقوه على الصحيفة بما هو مكتوب فيها.
[إِطلاق لفظ "الكتاب" على كتب مخصوصة]:
وغلب إِطلاقُه في اصطلاح الأُصُوليين والفقهاء على الكِتاب العزيز الذى هو القرآن، وفي اصطلاح النحاة على (كِتَاب) سِيبَوَيْه (٢)، وفي اصطلاح المؤلّفين على جملةٍ من الألفاظ تشتمل غالبًا على أبوابٍ وفصول، وقد تشتمل على
_________
(١) قال ابن كثير: وقوله: ﴿وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ أي: الخط والفهم (تفسير القرآن العظيم، لابن كثير جـ٢ ص ١١٥ ط١ المكتبة التوفيقية ١٤٠٠ هـ-١٩٨٠م).
(٢) هو عمرو بن عثمان بن قَنْبَر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سِيبَويْه (ومعناه بالفارسية: رائحة التفاح) إِمام النحاة، وأول من بسط علم النحو. مولده بشيراز سنة ١٤٨ هـ وقدم البصرة فلزم الخليل بن أحمد الفراهيدي، وصنف كتابه المسمى "كتاب سيبويه" في النحو، لم يصنع قبله ولا بعده مثله. قال أبو إِسحاق الزجَّاج: إِذا تأملتَ الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة. رحل إِلى بغداد وناظر الكسائي (راجع ترجمته ص ١٨٥) وأجازه هارون الرشيد بعشرة آلاف درهم، وعاد إِلى الأهواز فتوفى بها -وقيل: وفاته بشيراز- سنة ١٨٠ هـ وفي تاريخ وفاته خلاف (من مصادر ترجمته: طبقات النحويين واللغويين ص ٦٦ - ٧٢، تاريخ بغداد جـ ١٢ ص ١٩٥) وفيات الأعيان جـ ٣ ص ٤٦٣ - ٤٦٥، نزهة الألباء في طبقات الأدباء للإِنباري ص ٥٤ - ٥٨ وغيرها).
1 / 41