المَطَالِعُ النَّصريَّة
للمَطَابِعِ المصريَّةِ
في الأُصُول الخَطيَّةِ
تأليف
الشيخ نصر الوفائي الهُوريني
﵀
تحقيق وتعليق
الدكتور طه عبد المقصود
كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
مكتبة السنة
صفحه نامشخص
الطبعة الأولى لمكتبة السنة - بالقاهرة
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
حقوق الطبع محفوظة للناشر
مكتبة السنة
بالقاهرة
رقم الإيداع ٩٠٧٢/ ٢٠٠٥
مكتبة السنة
الدار السلفية لنشر العلم
القاهرة: ٨١ شارع البستان - ميدان عابدين "ناصية شارع الجمهورية"
تليفون: ٣٩٠٠٣١٨ - ٣٩١٣٥٣٢ فاكس: ٣٩١٣٥٣٢ - تلكس: ٢١٧١٩ TLTHRB UN
ص. ب: ١٢٨٩ - الرمز البريدي: ١١٥١١
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
"اطلعتُ على المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية فوجدتُها كتابًا جامعًا للفوائد، واسعًا في الفرائد، يحتاج إِليه العالمون، ويضطر إِليه المتعلمون؛ إِذ هو فريد في فنه الفائق، وحيدٌ في جمعه للدقائق ..
فيا له من كتابٍ كبير النفع، عظيم الجمع، غزير التحقيق، كثير التدقيق".
الشيخ إِبراهيم السقا خطيب الجامع الأزهر
المتوفى ١٢٩٨ هـ
1 / 3
لقد عَبثَتْ تلك المطالعُ بالأهلَةِ ... الغُرِّ لمَا أسفرتْ باللوامعِ
وأَحَيَتْ رُسُومَ الرسْم بعد اندراسه ... بما أبرزَتْه من نصوصٍ سواطعِ
وأبدتْ -لَعمرِى- من زوايا فُصُولها ... خباياه حتى أَزهرتْ للمراجع
الشيخ عبد الهادى نجا الإِبيارى الأزهرى
المتوفى سنة ١٣٠٥ هـ
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم
إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إِله إِلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
أهمية الكتاب
فإِن كتاب "المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية" للشيخ أبى الوفا نصر الهورينى يُعدُّ كتابًا فريدًا في علم الخط والإِملاء، ليس له نظير حسب علمى، ولم ينسج أحد من المتقدمين على منواله. وهو جدير بأن يُعضَّ عليه بالنواجذ، ويطالعه كل من يريد التحرى والضبط، يستوى في ذلك العالم والمتعلم.
أقول ذلك لأن هذا الكتاب -بحق- جمع أشتات المسائل ودقائقها، وحوى فنونًا كثيرة وفوائد عديدة لا تُوجد مجموعة في كتاب غيره. ويمكن أن يقال: إِنه حفظ لهذا العلم أصوله وقواعده، وأشتاته وفرائده.
ومن مزايا الكتاب ومحاسنه كثرة التتبع والتدقيق، وغزارة التحقيق والتوثيق، وبراعة التأليف والتبويب، حيث كان مصنفه -رحمه الله تعالى- يتوخّى الدقة والاستقصاء لما يعرضه، مع البيان والوضوح، مستخدمًا أسلوبًا رصينًا وعبارة راقية، مع غوص في المسائل الدقيقة، وعَرْضها عَرْضَ من ملك ناصية القول، فانتظمت في تناسق بديع وأسلوب رفيع. ولا غَرْو في ذلك، فإِن مؤلفه ﵀ أخذ من كل علم في زمنه بطرف على عادة العلماء المتقدمين، مثل علوم القرآن والفقه والحديث وعلوم اللغة، واشتهر بضلوعه في
1 / 5
الأدب واللغة، مما أعطاه القدرة على اغتراف ما يساعده على تبيين مراده ومراد غيره ممن نقل عنهم.
وقد أثنى على الكتاب ثناءً حسنًا، عددٌ من كبار علماء الأزهر ممن عاصروا المؤلف، كالشيخ إِبراهيم السقا الأزهرى المتوفى سنة ١٢٩٨ هـ، والشيخ مصطفى محمَّد العروسى الأزهرى الشافعى المتوفى سنة ١٢٩٣ هـ، والشيخ عبد الهادى نجا الإِبيارى الأزهرى المتوفى سنة ١٣٠٥ هـ، وغيرهم. وسيجد القارئ تقريظاتهم التي تُظهر قيمة هذا الكتاب وأهميته ملحقة في آخره.
من أجل ذلك كانت عنايتى بهذا الكتاب القيم وإخراجه بصورة تليق بأهميته، ليستفيد منه الباحثون والدارسون.
وإِليك أخي القارئ ترجمة للمؤلف، يعقبها تعريف بالكتاب نفسه، ثم عرضٌ لطريقة عملى فيه.
1 / 6
ترجمة المؤلف
اسمه ونسبه:
اقتصرت المراجع على تعريفه بأبى الوفا نصر الهورينى. إِلا أن الزركلى مؤلف كتاب (الأعلام) ظفر -بعد طول بحث كما قال- بنسخة من كتاب (خلاصة البيان في كيفية ثبوت رمضان) للشيخ محمَّد الجوهرى (١). وهذه النسخة كتبها الهورينى بخطه سنة ١٢٤٢ هـ (٢) وذيَّلها باسمه واسم أبيه وكنيته على النحو التالى:
نصر (أبو الوفا) بن الشيخ نصر يونس الوفائى الهورينى الأحمدى الأزهرى الأشعرى الحفنى الشافعى.
ينسب إِلى بلدة (هورين)، وهي قرية قديمة من أعمال جزيرة قويسنا يطلق عليها (هورين تطاية) كمجاورتها لناحية تطاية (أو تطاى)، ولتمييزها عن قرية أخرى تسمى (هورين بُهُرمسُ) وهذه القرية الأخيرة اندثرت، فأضيفت (هورين تطاية) إِلى ناحية المحلة الكبرى، وأصبح يقال لها (هُورين) من غير مميز، ووردت باسمها الحالى -أي (هورين) في تاريخ سنة ١٢٢٨ هـ (٣).
حياته العلمية:
وليس هناك معلومات كافية عن حياته العلمية ومراحل تلقيه للعلم، وغاية ما يمكن أن نعرفه عن الفترة الأولى من حياته العلمية أنه كان مجاورًا بالمقام الأحمدى بطتندا (طنطا) سنة ١٢٢٧ هـ لتلقى العلم، وقد أشار إِلى ذلك في
_________
(١) هو الشيخ محمد بن أحمد بن حسن بن عبد الكريم الخالدى، أبو هادي الشهير بابن الجوهرى، أو الجوهري الصغير، فقيه شافعى من فضلاء مصر مولده سنة ١١٥١ هـ. وتوفى سنة ١٢١٥ هـ (الأعلام للزركلى جـ ٦ ص ١٦).
(٢) النسخة محفوظة في دار الكتب المصرية تحت رقم (٣٤٤ - فقه شافعى) انظر فهرس دار الكتب جـ ١ص ٥١٣.
(٣) انظر القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد القدماء المصريين إِلى سنة ١٩٤٥ م -تأليف محمَّد رمزى- طبع دار الكتب المصرية ١٩٥٤ م / ١٩٥٥ م.
1 / 7
كتابه (المطالع النصرية) (١).
وبالرغم من أن المصادر لم تشر إِلى تاريخ مولده إِلا أنه بمعرفة تاريخ وفاته سنة ١٢٩١ هـ - يمكن التأكيد على أن مجاورته في طنطا لتحصيل العلم كانت في مقتبل شبابه؛ إِذ بين التاريخين -تاريخ مجاورته وتاريخ وفاته- أربع وأربعون سنة.
وقد ذكر الهورينى في (المطالع النصرية) أيضًا أنه أقام فترة في مدينة باريس (٢) (وهي المدينة الفرنسية الشهيرة) ولم يزد على ذلك.
وتذكر المراجع أن الشيخ نصر الهورينى ﵀ كان ضمن البعثة العلمية الخامسة التي أرسلها محمَّد علىّ إِلى فرنسا سنة ١٢٦٠ هـ/ ١٨٤٤ م بل كان إِمامًا لها، وهي أكبر البعثات التي أرسلت إِلى فرنسا وأعظمها شأنًا، وآخر بعثة كبرى في عصر محمَّد علىّ وقد استغرقت سنتين، وكان فيها أنجاله وأحفاده. ولذلك يسميها علىّ باشا مبارك -الذي كان أحد أعضائها- "بعثة الأنجال".
وقد ذكر مؤلف كتاب (عصر محمَّد علىّ) قائمة بأسماء أعضاء هذه البعثة وكان عددهم (٨٣) فردًا، من نوابغ طلبة المدارس المصرية العالية وبعض الموظفين والمعلمين، جاء اسم الشيخ الهورينى على رأس هذه القائمة.
وتشير المراجع إِلى أنه في الفترة التي قضاها في فرنسا استطاع أن يتعلم اللغة الفرنسية وأن يجيد التحدث بها. ولما رجع إِلى القاهرة ولى رياسة التصحيح بالمطبعة الأميرية، فصحح كثيرًا من كتب العلم واللغة والتاريخ، لاسيما (القاموس المحيط) للفيروزآبادى حيث صدَّره بمقدمة في تعريف اللغة وبعض مبادئ هذا العلم كما سيأتى عند ذكر مؤلفاته. وكان دقيقًا يقظًا في شأن الضبط وتصحيح الكتب للغاية.
_________
(١) أشار إِلى ذلك في ص ١١٢ من الطبعة البولاقية القديمة. وانظر (ص ٢٣٥) من الطبعة التي بين يديك.
(٢) ص ٢٠٩ من طبعة بولاق. وراجع (ص ٤٠٨) من الطبعة الجديدة.
1 / 8
وفي هذا الصدد أثنى الشيخ أحمد شاكر ﵀ على أبى نصر في معرض حديثه عن صعوبة تصحيح الكتب وضخامة مسؤوليته، وجناية المصححين الأغرار على كتب العلم. ومن كلامه: "وفي غمرة هذا العبث (أي إِسناد كتب العلم لغير المختصين لتصحيحها) تضئ قلة من الكتب طبعت في مطبعة بولاق قديمًا عندما كان فيها أساطين المصححين، أمثال الشيخ محمَّد قِطَّة العدوى (١) والشيخ الهورينى .. " (٢).
ويذكر على مبارك في الخطط التوفيقية أن الشيخ نصر لما عاد من فرنسا سكن في درب الوراقة بشارع الكليباتى وسوق مرجوش الواقع بالحسينية عند باب النصر بالقاهرة. وأنه بقى به إِلى أن مات (٣).
هذا، ولا نستبعد أن الشيخ نصر ﵀ تلقى جزءًا من تعليمه بالأزهر الشريف، ولعله في درَّس فيه أيضًا، ولكن لا نملك دليلًا قويًا على ذلك. وقد نعته الزركلى -في ترجمته له- "بالأزهرى".
علمة وثقافته:
ولاشك أن الشيخ الهورينى ﵀ حصَّل علومًا مختلفة على عادة العلماء في البلدان الإِسلامية منذ القدم؛ من حديث وتفسير وفقه ولغة وأدب ويشهد لذلك مؤلفاته. كما يظهر ذلك واضحًا من قائمة المصادر التي رجع إِليها لاقتباس مادة كتابه (المطالع النصرية) وهي مصادر كثيرة ومتنوعة.
_________
(١) هو الشيح محمَّد بن عبد الرحمن الشهير بقطة العدوى، العالم المدقق النحوى الفقيه المصحح بدار الطباعة المصرية ببولاق. كان غاية في الدقة والإتقان في تصحيح الكتب التي صححها وطبعتها مطبعة بولاق.
وله مؤلفات منها: "فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل" في النحو وكانت وفاته سنة ١٢٨١ هـ (له ترجمة في الأعلام للزركلى جـ ٦ ص ١٩٨).
(٢) انظر كتاب (تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة وكيفية ضبط الكتاب) للعلامة الشيخ أحمد شاكر -ص١٠ (طبع مكتبة السنة بالقاهرة -الطبعة الثانية ١٤١٥ هـ- بعناية عبد الفتاح أبو غدة).
(٣) الخطط التوفيقية الجديدة لعلىّ باشا مبارك جـ٢ ص ٨٥.
1 / 9
غير أن اهتمامه باللغة والأدب غلب عليه، حيث كان متبشرًا في هذا الفرع من العلوم، ومن يطلع على كتابه (المطالع) يظهر له براعته في اللغة، واطلاعه الواسع على مصادرها، وتدقيقه الشديد وتتبعه للمسائل، وقدرته على النقد والترجيح والاجتهاد.
ويمكن القول بأن الهورينى يُعدُّ من أعلام اللغة والأدب في عصره. وقد وُصف في المراجع التي ترجمت له "بالأديب اللغوى" وأثنى عليه علماء عصره وأقروا له بالفضل والفهم وتمكنه في العلم (١).
أما عن مذهبه الفقهى فقد تفقه على المذهب الشافعى كما ذُكر عنه فى ترجمته، وورد فى كتاب (المطالع) ما يشير إِلى ذلك (٢). وإذا نظرنا إِلى عناوين الكتب الفقهية التي اقتبس منها في هذا الكتاب نجد أنها في الفقه الشافعى، باستثناء كتاب واحد في الفقه الحنفى (٣). ولا نعرف له كتابًا في الفقه، حيث كان جل إهتمامه باللغة والأدب كما أسلفنا.
شيوخه:
والمعلومات التي بين يدي عن شيوخه قليلة. وقد ذكر هو نفسه في كتاب (المطالع النصرية) ثلاثة منهم، وهم:
١ - الشيخ سليمان الجمزُورى الشافعى الشهير بالأفندى صاحب منظومة "تحفة الأطفال في تجويد القرآن". وقد تعلم الهورينى على يديه في الجامع الأحمدى بطنطا، وذلك في بدايات طلبه للعلم. وسيأتى التعريف بالجمزورى في موضعه من الكتاب إِن شاء الله (٤).
٢ - الشيخ أبو النجار. ذكره الهورينى في (المطالع) وذكر أن له حاشية على كتاب "التصريح بمضمون التوضيح" في شرح أوضح المسالك إِلى ألفية
_________
(١) راجع تقريظات العلماء على كتاب (المطالع النصرية) بداية من ص ٤٣٣ إِلى ص ٤٤٥.
(٢) راجع ص ٦٧ من الكتاب.
(٣) راجع أسماء هذه الكتب في القائمة التي تشتمل على مصادر المؤلف ضمن الفهارس الملحقة بآخر الكتاب.
(٤) راجع هذه الترجمة ص ٢٣٥.
1 / 10
ابن مالك للشيخ خالد الأزهرى (١)، واقتبس منها. ولم أعثر على ترجمة هذا الشيخ.
٣ - الشيخ البكرى. لقَّبه الهورينى "بالأستاذ" (٢) وذكر أن له شرحًا على كتاب "الورد السحرى". ولم أصل إِلى مؤلف هذا الكتاب، ولم أعثر على ترجمة للبكرى.
هذا، وقد أشار الهورينى إِلى الشيخ الشرقاوى وهو عبد الله بن حجازى بن إِبراهيم الشرقاوى الأزهرى شيخ الأزهر المتوفى سنة ١٢٢٧ هـ (٣)، وقال عنه إِنه "شيخ مشايخنا" (٤) ولم يتلق الهورينى عنه، رغم إِدراكه له، فقد سبقت الإِشارة إِلى أن الشيخ الهورينى كان مقيمًا بالجامع الأحمدى بطنطا سنة ١٢٢٧ هـ، أي فى السنة التي توفي فيها الشيخ الشرقاوى.
وفاته:
أجمعت المراجع على أنَّ أبا الوفا نصر الهورينى توفي سنة ١٢٩١ هـ، الموافق لسنة ١٨٧٤م.
رحمه الله تعالى وغفر له وأدخله فسيح جناته، آمين.
مؤلفاته:
أثرى الشيخ نصر المكتبة العربية بعدد من المؤلفات نذكرها على الترتيب الذي أورده الزركلى في (الأعلام) - فيما يلي:
١ - المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية.
وهذا الكتاب جاء ذكره في جميع المصادر التي ترجمت للمؤلف.
_________
(١) ستأتى ترجمة الشيخ خالد ص ٢٨٧.
(٢) انظر (ص ٤١٤) حاشية رقم (١) من هذا الكتاب.
(٣) ستأتى له ترجمة (ص ٢٥٤).
(٤) انظر (ص ٤١٥) من الكتاب.
1 / 11
٢ - شرح ديباجة "القاموس المحيط" للفيروزآبادى.
٣ - فوائد شريفة في معرفة اصطلاحات القاموس.
قلت: وهذا الكتاب مطبوع مع الذي قبله. وقد أشار إليه الهورينى في كتابه (المطالع) ص ٤١ من طبعة بولاق، واقتبس منها (١).
٤ - مختصر روض الرياحين في مناقب الصالحين لليافعى - مطبوع.
٥ - تفسير سورة الملك - مخطوط.
٦ - تسلية المصاب عند فراق الأحباب - مخطوط.
٧ - التوصُّل لحل مشاكل التوسُّل- مخطوط.
٨ - شرح التوصل- مخطوط بخطه في خزانة الرباط (رقم ٤٣٤ - كتانى).
٩ - المؤتلف والمختلف - مخطوط.
١٠ - رسالة في أسماء رواة الحديث.
قلت: لعله الذي قبله.
١١ - مرح العينين في شرح عين (في اللغة) - مخطوط.
١٢ - حاشية على (بسملة الأحراز في أنواع المجاز) - مخطوط (في البلاغة).
١٣ - التحريرات النصرية على شرح رسالة الزيدونية - مخطوط.
وهو تعليق على شرح ابن نباتة لرسالة ابن زيدون.
ويضاف إلى هذه القائمة مما لم يُذكر عند الزركلى:
١٤ - التوسل على نظم أسماء الله الحسنى للدردير - ذكره إِسماعيل البغدادى في هدية العارفين (جـ ٢ ص ٤٩٢).
١٥ - وله (ترجمة ابن خَلِّكان). جمعها من عدة كتب في آخر الجزء الثاني
_________
(١) راجع ص (١١١) من الطبعة الجديدة.
1 / 12
من كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان. ذكره يوسف إِلياس سركيس في كتابه "معجم المطبوعات العربية والمعربة جـ٣ ص ١٩٠٤".
مراجع الترجمة:
- البغدادى: هدية العارفين جـ ٢ ص ٤٩٢.
- البغدادى: إِيضاح المكنون جـ١ ص ٢٨٧. جـ٢ ص ١٢، ص ٤٩٨.
- على مبارك: الخطط التوفيقية الجديدة جـ٢ ص ٨٥. جـ ٩ ص ٤٠.
- خير الدين الزركلى: الأعلام (قاموس تراجم ....) جـ ٨ ص ٢٩.
- رضا كحالة: معجم المؤلفين جـ٤ ص ٢٥.
- سركيس (يوسف إِلياس): معجم المطبوعات العربية والمعربة جـ ٣ ص ١٩٠٤.
- جورجى زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية جـ٤ ص ٢٦١.
- عبد الرحمن الرافعى بك: عصر إِسماعيل جـ١ ص ٢٦٢.
- عبد الرحمن الرافعى بك: عصر محمد على ص ٤٨٩ - ٤٩٠.
- فهرس الأزهرية: جـ ٦ ص ٤٣٥.
1 / 13
التعريف بالكتاب
نسبة الكتاب إِلى مؤلفه وسبب تأليفه:
اتفقت المصادر التي ترجمت لأبي الوفا نصر الهورينى على أن كتاب "المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية" من تأليفه، وأنه أشهر كتبه. كما أجمعت تلك المصادر على هذه التسمية المذكورة وهذا العنوان من وضعه هو كما أشار في مطلع هذا الكتاب.
ويتضح من التسمية "المطالع النصرية .. " أن المؤلف نسب الكتاب إِلى نفسه، وأنه وضعه خصيصًا للمطابع المصرية، إِذ رأى أن المطبعة في حاجة إِلى رسالة جامعة لقواعد الخط والكتابة يستعان بها على تصحيح الكتب العلمية، التماسًا للدقة والإتقان في التصحيح. وفي ذلك يقول: (وسميتها "المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية" ملوحًا بأن للمطابع المذكورة فخرًا على ما سواها زادت به ابتهاجًا، وأنها لهذه المطالع أشد مما عداها احتياجًا) اهـ.
وهذه المطبعة هى التي تعرف بمطبعة بولاق، وكانت تسمى أيضا "المطبعة الأميرية"، أنشاها محمَّد على باشا سنة ١٨٢١ م (١)، وقد عرفنا من ترجمة الهورينى أنه كان يتولى رياسة التصحيح في هذه المطابع بعد عودته من رحلته إِلى فرنسا سنة ١٨٤٦ م.
_________
(١) لمعرفة تاريخ هذه المطبعة يرجع إِلى كتاب "تاريخ مطبعة بولاق" لأبى الفتوح رضوان.
"وتاريخ الطباعة والصحافة في مصر خلال الحملة الفرنسية" لإِبراهيم عبده (طبع مكتبة الآداب ١٩٤٩ م). وكتاب "تاريخ آداب اللغة العربية" لجورجى زيدان جـ٤ ص ٤٣ - ٥٠. وكتاب "عصر إِسماعيل" (الجزء الأول) لعبد الرحمن الرافعى بك (طبع مكتبة النهضة المصرية ١٩٤٨).
1 / 14
والسبب الجوهرى الذي حدا بأبى الوفا الهورينى لتأليف هذا الكتاب أنه رأى أن المكتبة العربية شاغرة (١) من كتاب جامع يلم شتات قواعد وأصول هذا العلم (علم الخط والكتابة) ويجمع ما تفرق منها في كتب اللغة والنحو والصرف.
وقد صرح المؤلف بذلك في مطلع كتابه؛ فبعد أن ذكر نبذة عن أهمية الكتابة لتحصيل العلوم واكتساب المنافع، وأن الخط علم من علوم الأدب له قواعده وأصوله: عَرَّج على ذكر عدد من المؤلفات في اللغة والنحو والصرف اعتنى مؤلفوها بإِيراد جملٍ من قواعد هذا الفن (٢)، كابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) في "أدب الكاتب" وابن الحاجب (ت ٦٤٦ هـ) في "الشافية" و"شرحها"، وابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) في "التسهيل"، والسيوطى (ت ٩١١ هـ) في "جَمْع الجوامع" وغيرهم. ثم قال بعد ذكره لهذه المؤلفات: "فلصعوبة مراجعة كل شىء من بابه، بل ولقصور هِمَمِ الطلاب عن الاطلاع على تلك الكتب مع ندرة وجودها وتعسُّر وصول أيدى البعض إِليها، وجهل البعض الآخر بمؤلفات هذا العلم وتشتت مسائله في تضاعيف الكتب المتداولة: سئل الفقير نصر أبو الوفا الهورينى من جمعٍ راغبين في جمع ما تفرق من تلك الأصول في رسالة سهلة للطالبين، فقصدت من لا يخيب القاصد في الاهتداء لهذه المقاصد، وجمعت من قواعدها في هذه الرسالة ما يتوصل به من شمَّ رائحة المبادئ النحوية إِلى معرفة تأدية الكتابة على قانون الصحة في أقصر مدة" اهـ (٣).
مصادر الكتاب:
تمثل مصادر إِنتاج أي مؤِّلف في عمومها مصادر ثقافته منذ بداية تلقيه للتعليم إِلى إِتمامه للتصنيف.
_________
(١) شَغَر البلد: خلا من الناس.
(٢) انظر عن ذلك ص ٣٠.
(٣) انظر ص ٤ من الطبعة البولاقية.
1 / 15
وقد تنوعت مصادر هذا الكتاب وتعددت، وكثرت كثرة واضحة، مما يدل على غزارة علم أبى الوفا الهورينى وسعة إِطلاعه وثقافته. ومن يطالع "المطالع النصرية" يجد أن المؤلف قد اعتمد على صنع ذلك الكتاب على ما يلي:
١ - المعاجم اللغوية المختلفة، مثل (القاموس المحيط) وشروحه وحواشيه، و(الصحاح) للجوهرى، و(الكليات) لأبي البقاء الكفوى، وغيرها من المعاجم.
٢ - كُتُب فقه اللغة مثل (فقه اللغة) للثعالبى، و(أدب الكاتب) لابن قتيبة، وشرحة (الاقتضاب) للبطْلَيوَسِى، و(نظام الغريب) للربعى، و(المزهر) للسيوطى.
٣ - عدد كبير من كتب النحو والصرف، مثل (الشافية) لابن الحاجب وشرحها له، و(همع الهوامع) شرح (جمع الجوامع) كلاهما للسيوطى، وكتابَىْ (التسهيل) و(المغنى) لابن مالك، و(الألفية) له أيضًا وشروحها المختلفة، وحواشى كثيرة على كتب النحو والصرف.
٤ - كتب التنقية والتصويب اللغوى، مثل (دُرَّة الغواص) للحريرى، وشرحها للخفاجى، (وإصلاح المنطق) لابن درستويه، (وشفاء الغليل فيما في لغة العرب من الدخيل) للشهابى الخفاجى.
٥ - كُتُب التفاسير المختلفة، كتفسير الرازى والقرطبى وابن النحاس وأبى السعود والبيضاوى وتفسير الجلالين، وحواشى على بعض هذه التفاسير.
٦ - كتب الحديث وشروحها، كصحيحى البخاري ومسلم وشروحهما مثل شرح النووى على صحيح مسلم و(إرشاد السارى لصحيح البخاري) للقسطلانى. وشرح الشرقاوى على مختصر البخاري للزبيدى. وشرح المناوى على (الجامع الصغير) للسيوطى.
٧ - كتب السيرة، مثل (الشفا) للقاضى عياض، وشرحه (نسيم الرياض)
1 / 16
و(السيرة الحلبية) للحلبى، و(المواهب اللدنية) للقسطلانى.
٨ - مجموعة من المنظومات العلمية وبعض شروحها في علوم مختلفة، كألفية غريب القرآن للعراقى، و(الجزرية) و(الشاطبية) في القراءات.
٩ - كتب الشواهد الشعرية، مثل (خزانة الأدب) للبغدادى و(شرح شواهد شروح الألفية) للعينى، و(معاهد التنصيص) للعباسى.
١٠ - واعتمد أيضًا على عدد من دواوين الشعراء وكتب التاريخ والتراجم وكتب الأدب المختلفة والفقه وعلوم القرآن والمنطق، ومختلف الحواشى والشروح.
وأغلب الظن أن هذا الكتاب استغرق من مؤلفه زمنًا طويلًا فهو حصيلة لخبراته الطويلة وقراءاته الواسعة، ويعكس صورة لأفكاره الفذة وثقافته المتنوعة.
1 / 17
وصف النسخة البولاقية المعتَمد عليها فى التحقيق
طبع كتاب "المطالع النصرية فى الأصول الخطية" بمطابع بولاق سنة ١٢٧٥ هـ، فى رمضان كما هو مثبت فى الصفحة الأخيرة منه فى تقريظ الشيخ عبد الهادى نجا الإبيارى المتوفى سنة ١٣٠٥ هـ، وكان أحد الشيوخ المعاصرين للهورينى.
وتعد هذه الطبعة ذات قيمة؛ إِذْ طُبعت فى حياة المؤلف وقبل موته بخمس عشرة سنة (١)، وقام هو نفسه بمراجعتها وتصحيحها، وأثبت بذلك خطه على يسار الصفحة الأخيرة، حيث كتب يقول: "اطلع عليها وأصلح بقلمه ما عثر عليه من التحريف فى الطبع أو التأليف كاتبه الفقير نصر أبو الوفا غفر له".
وتقع هذه النسخة المطبوعة فى (٢٢٣) صفحة، إلى جانب (١٦) صفحة أخرى فى مطلع الكتاب تتضمن تقريظات لبعض علماء الأزهر ممن عاصر المؤلف، ثم فهرست عام للكتاب. ومقاس الصفحة ١٨.٧ سم × ١٢.٥ سم، ومسطرتها (٢١) سطرًا.
ويوجد على جانبى صفحات هذه الطبعة عناوين مختصرة مكتوبة بالقلم الرصاص وبخط رقعة جيد، ولا يتبين لى كاتبها. وهذه العناوين لم تكن وافية، ولكننى اعتمدت بعضها فى وضع عناوين مفصلة وكاشفة لمسائل الكتاب وأفكاره الجزئية.
وأما الأخطاء التى قام المؤلف نفسه بإصلاحها -وأثبت بها قلمه- ففى موضعين كلاهما عبارة عن سقط فى صفحة (٧٠) و(١١٥) من الطبعة المذكورة. وأشار إلى هذا الإصلاح بالرمز (صح). وفى موضع آخر (ص ١٥٢)
_________
(١) توفى المؤلف كما ذكرنا في ترجمته سنة ١٢٩١ هـ.
1 / 18
صحح معلومة وردت في النص، وهي عبارة عن نقل من حاشية الجمل على تفسير الجلالين، وأثبت الصواب على يمين الصفحة المذكورة، وكتب تحته عبارة: "كتبه نصر أبو الوفا غفر له".
هذا، وقد ورد في هذه المطبوعة أخطاء أخرى قمت بإصلاحها على النحو التالى:
١ - في ص (٣٩) السطر (١١) من طبعة بولاق قول المؤلف: "وكقوله ﵇ لابن مسعود لما ضرب مملوكه: "لله أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنكَ عَلَيْه". والصواب: "وكقوله ﵇ لأبي مسعود .. إِلخ" (١).
٢ - في ص (٥١) استشهد المؤلف بقول الله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٧٢] فذكرها خطأ هكذا: (وما تفعلوا من خير يوف إِليكم) (٢).
٣ - في ص (٦٠) السطر (١٦) كتبت الآية: ﴿أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا﴾ [الإسراء: ٢] كتبت (ألا يتخذوا) (٣).
٤ - وفي ص (٦٢) السطر (١٨): الآية ﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ [الفجر: ١٧] كتبت (يكرمون) (٤).
٥ - ص (٧٠) السطر الأخير جاءت عبارة (رِئِّيس -بكسر الراء وتشديد الهمزة- على وازن قِسِّيس). والصواب (على وزْن) (٥).
٦ - وفي ص (١٤٢) ورد ذكر اسم كتاب التوشيح (بالتاء المثناة) ورد خطأً
_________
(١) راجع ص (١٠٧) حاشية رقم (٣) من طبعتنا.
(٢) راجع ص (١٢٨) حاشية رقم (٢) من طبعتنا.
(٣) انظر ص (١٤٨).
(٤) ص (١٥٢).
(٥) ص (١٦٨).
1 / 19
بالثاء المثلثة (١).
٧ - وفي ص (٢٠٧) السطر الخامس: جاءت كلمة (الغصن) في الشطر الثاني من البيت بغير الأداة (الـ) والصحيح ما أثبتناه من المراجع بالصورة التي جاء بها البيت ويتفق هذا مع الوزن (٢).
٨ - وفي السطر (١٣) من (ص ٢٠٢) كُشِطتْ كلمةٌ ثم أُعيد كتابتها بخط اليد وباللون الأسود، وهي كلمة (السَّبْت) الواردة في عبارة (فكان خروجه ﵇ يوم السبت الخامس والعشرين من الشهر) (٣).
_________
(١) ص (٢٨٩) حاشية رقم (٤).
(٢) ص (٤٠٥).
(٣) ص (٣٩٩) حاشية رقم (١).
1 / 20