فالجواب: أن الدليل على أنه محذوف من "ويل" دون "وي" هذه قول الشاعر:
لأم الارض ويلٌ ما أجنت ... بحيث أضر بالحسن السبيل
فكما ظهرت اللام في "ويل" لما قدمت "أم"، كذلك تكون في قوله "ويلمها" هي هذه الظاهرة لامها إذا تقدم على اللام، فاللام الظاهرة هي الجارة، والأولى المحذوفة؛ لأنها كما أعلت بالإدغام، كذلك أعلت بالحذف؛ ألا ترى إلى قولهم ﴿تذكرون﴾ كيف أعلت تاء "تتفعل" بالحذف كما أعلت بالإدغام. وكذلك قالوا "علماء بنو فلان"، فحذفوا الأولى.
ومثل حذف الهمزة على غير القياس قول الخليل في "لن" إنه "لا أن"، فحذفت الهمزة استخفافًا، ثم حذفت الألف من "لا" لالتقاء الساكنين، فصارت الكلمة على حرفين. وقد طعن على قوله هذا بأنه لو كان كذلك لم يجز "زيدًا لن أضرب" كما لم يجز أن تقدم ما في صلة "أن" عليها، قالوا: وفي استجازة العرب والنحويين أن يقولوا "زيدًا لن أضرب" مع
1 / 45