وجاز إدغام هذا وإن كان منفصلًا، وكان ما قبل الحرف المدغم ساكنًا؛ لأن الياء حرف لين. واحتمل لما فيه من المد، وكونه عوضًا من الحركة، أن يجمع بين ساكنين، نحو "أصيم" و"مديق" و"جيب بكر". وكان ذلك حسنًا إذ كانوا قد قالوا في "عبد شمس": "عبشمس"، فأدغموا وحركوا الساكن وإن كان ذلك شاذًا، ولم يجز على هذا في "قوم موسى": "موموسى"؛ لأن "عبدشمس" كثر استعماله وهو علم، والأعلام تغير كثيرًا عن طريقة ما عليه غيرها من الأسماء، فإذا جاز ذلك فلا إشكال في حسن إدغام "ويلٌ لأمه" إذا أدغم، إلا أنه ألزم الحذف لكثرة الاستعمال، كما ألزم "المعيدي" في تصغير "معدي" التخفيف لذلك، وذلك قولهم: "تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه".
فإن قلت: ما تنكر أن يكون "وي لأمه" ليس من "ويل" ولكن هي "وي" التي في نحو قوله ﴿وي كأنه لا يفلح الكافرون﴾، وقوله:
................... ... .................... ويك، عنتر، أقدم
1 / 44