مسألة في "رأى" وما تصرف منه
قال أبو علي: قول القائل "رأى" مثال من أمثلة الفعل، وهو على وزن "فعل"، فاء الفعل راء، وعينه همزة، ولامه ياء، بدلالة أن الفعل إذا أسند إلى المخاطب والمتكلم ظهرت الياء كما تظهر فيه "سقيت" و"رميت"، ولو كانت اللام واوًا لظهرت الواو كما ظهرت في "دعوت" و"غزوت". ويدل على أن اللام ياء ثباتها في "الرَّأي" و"الرؤية"، فصحة الياء في المصدر والفعل المسند إلى المتكلم والمخاطب، تدل على أن اللام ياء، وإنما انقلبت ألفًا في "رأى" لوقوعها طرفًا في موضع حركة مفتوحًا ما قبلها، ومتى كان حرفا اللين الياء والواو بهذه الصفة انقلبا ألفًا اسمًا كان أو فعلًا، فالأسماء نحو "رحىً" و"رقفًا" و"فتىً"، والأفعال نحو "غزا" و"دعا" و"رمى" و"سعى".
وفي الهمزة التي هي عين الفعل من "رأى" ضربان من اللفظ: التحقيق، والتخفيف، فالتحقيق: أن تخرجها نبرة لا تنحو بها نحو حرف من حروف اللين. والتخفيف: أن تجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي حركتها منه، فإذا خففت التي في "رأى" جعلت بين الهمزة والألف، فقلت
1 / 42