........... ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
فإذًا: لا لبن لها. ومن هذا قول الآخر:
ليت السماك ونوءه لم يخلفا ... ومشى الأويرق في البلاد سليما
الأويرق: تصغير أورق. ومثله قول الآخر:
سقى سكرًا كأس الزعاف عشيبة ... فلا عاد مخضرًّا بعشبٍ جوانبه
سكر: اسم رجل، وعشيبه: موضع معشب. وقد سموا ما يسقون دوابهم من اللبن "دواء" لما فيه من صلاحهم به كصلاح المتداوي بالدواء، وسموا إصلاح الشيء دواء، قال:
(إذا شئت غناني على رحل قينةٍ ... حضجرً يداوى بالبرود كبير)
يعني وطب لبنٍ.
القول في تصريف ذلك
قولهم "داء يداء" اللام منه همزة، ولا يجوز أن يكون حرف علة من الحرفين الآخرين الياء والواو؛ لأن حملة على ذلك يؤدي إلى إعلال حرفين متواليين، وهذا مرفوض من كلامهم إلا فيما لا حكم له في القلة والشذوذ. وأما العين منه فواو بدلالة ما حكاه أبو زيد من قولهم "أدوأ فلان فهو مدوئٌ"، فظهرت العين واوًا. وما ذكرته من أنه لا يجوز أن يكون اللام منه
1 / 35