فالقول في ذلك: إنها تستعمل مثنى ومجموعًا في هذا المعنى، كما تستعمل فيه في الإفراد؛ ألا ترى أن ما ذكرناه عن سيببويه في هذا المعنى تثنية، وأن الأصمعي قد أنشد فيما جاء "اليد" فيه على التثنية، والمراد بها القوة، وذلك فيما قاله علي بن الغدير الغنوي:
(وإذا رأيت المرء يشعب أمره ... شعب العصا، ويلج في العصيان)
(فاعمد لما تعلو فما لك بالذي ... لا تستطيع من الأمور يدان)
وفي التنزيل: ﴿مما عملت أيدينا أنعامًا﴾، كما قال: ﴿لما خلقت بيدي﴾. فالتثنية والجمع في هذا بمنزلةٍ كالإفراد في هذا المعنى. والتقدير: لما خلقت بقوتي، كقوله: ﴿والسماء بنيناها بأيدٍ﴾ أي: بقوة، ألا ترى أن الأيد والآد: القوة. وإن شئت جعلت قوله (بأيدٍ) جمع
1 / 28