وفي جمعها "البدن"، وقالوا "البدن" مثل "ثمرة" و"ثمرة"، فإن ذلك وقع في اللغة على الإبل، ثم أجري البقر مجراها، حيث ساواها في الحكم، كما ساوى الفرج والرأس في العرف الرقبة التي صارت في اللغة كالشخص. يدل على أن "البدن" في اللغة من الإبل قوله تعالى: ﴿والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خيرٌ فاذكروا اسم الله عليها صواف﴾، قال أبو عبيدة: "مصطفَّه". ثم قال ﴿فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها﴾، فدل قوله (فإذا وجبت جنوبها) على أن المعنى بها الإبل؛ لأنها توجأ في نحورها وهي قائمة، كما قال (صوافَّ) و(صوافن)، ثم تجب، أي: تسقط وتقع على الأرض، كما يقال: وجب الحائط والبيت إذا سقطا. فهذا يختص به الإبل في نحرها، ثم أجري البقر مجراها لما اجتمع معها في الإجزاء عما تجزئ عنه، كما اجتمع الفرج والرأس مع الرقبة في أن عُني بهما ما عُني بها.
فأما "اليد" فلم تجر في العرف ولا في اللغة مجرى الشخص ولا جميعه، فأما ما ذكره من قوله تعالى: ﴿ذلك بما قدمت يداك﴾ و﴿بما قدمت أيديكم﴾، فلا يشبه أن تكون "اليد" فيه عبارة عن الجارحة،
1 / 26