(هوت أمه! ما يبعث الصبح غاديًا ... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب)
وجاء "أبٌ" في هذا المعنى أيضًا، قال أوس:
(على العمر واصطادت فؤادًا كأنه ... أبو علقٍ في ليلتين مؤجل)
قيل: المعنى: كأنه صاحب رهن غلق في ليلتين.
ومثل "السبيل" في أنه المدرج والطريق قولهم "الصراط"، يدل على ذلك قوله تعالى ﴿ولا تقعدوا بكل صراطٍ توعدون﴾، فلم يتعد إليه الفعل الذي لا يتعدى إلى المفعول حيث كان مخصومًا، كما لم يتعد إلى غيره من الأسماء التي هي عبارة عن الأشخاص والجثث المخصوصة، ثم اتسع فيه فجاء في قولهم "سبيل" حتى قيل في المعتقدات والآراء في الديانات وغيرها، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلًا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلًا﴾ وقال ﴿قل هذه سبيل أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني﴾، ففسر السبيل بقوله ﴿أدعو﴾. فالسبيل في هذه المواضع كالمعتقد؛ لأن هذه الأشياء ليست بذوات جثث، فيجوز أن يكون لها طرق ومسالك. وأما قوله ﴿يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل
1 / 20