وكذلك قوله: " إنا أرسلنا نوحا الى قومه " (1) وقوله عزوجل: " والسماء بنيناها بأيد " (2)، وقوله: " إن إلينا إبابهم ثم إن علينا حسابهم " (3)، وقوله: " يأيها الرسل كلوا من الطيبات " (4)، والمخاطب به رسول [ 9 و] واحد. وقوله تعالى " يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن " (5)، فواجه (6) تعالى بلفظ التوحيد، ثم اتبع الكلام بلفظ الجمع. وقال المفسرون في قوله تعالى: " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " (7): ان الناس هاهنا واحد، وقوله (8) تعالى: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون " (9) نزلت في واحد بعينه نادى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن مدحى زين وإن شتمى شين. وقد جنى مخالفونا في هذا الباب على أنفسهم (10). جناية واضحة، وذلك لقولهم إن المعنى بقوله: " والذى جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون " (11) نزلت في واحد بعينه وهو أبو بكر بن أبى قحافة، على قولهم، فكيف جاز أن يعبر عن أبى بكر بلفظ الجمع (12)، وفسد أن يعبر عن أمير المؤمنين (13) بذلك، لولا الخزى، (14) والخذلان ؟ نعوذ بالله من عدم التوفيق ! (1) - سورة نوح (71): 1. (2) - سورة الذاريات (51): 27. (3) - سورة الغاشية (88): 25 - 26. (4) - سورة المؤمنون (23): 51. (5) - سورة الطلاق (65): 1. (6) - حش، رض، مل: فواجهه. (7) - سورة البقرة (2): 199. (8) - رض، مل: وقالوا في قوله. (9) - سورة الحجرات (49): 4. (10) - رض. مل: على أنفسهم في هذا الباب. (11) - سورة الزمر (39): 33. (12) - رض، مل: الجماعة. (13) - حش. رض، مل: + عليه السلام. (14) - في الاصل وحش: الحين، صححناها على رض.
--- [ 52 ]
صفحه ۵۱