مقاصد عالیه

شهید ثانی d. 966 AH
183

مقاصد عالیه

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

ژانرها

فقه شیعه

الأفق إذا واجهها الإنسان كان مواجها للكعبة، كما هو تعريفه الاصطلاحي؛ لأن ذلك أمر ضيق يتوقف على مقدمات دقيقة لا يكلف بها كل أحد، والنصوص دالة على ما هو أوسع من ذلك.

بل الظاهر من سياق كلامه أنه يريد به جهة مخصوصة بحيث يظن كون الكعبة فيها، لا السمت بمعنييه.

ومعنى كون الكعبة في تلك الجهة اشتمال الجهة عليها وإن كانت أوسع منها بكثير، وضابطه أن لا يقطع بخروج الكعبة عنها.

وإنما اعتبرنا ذلك؛ لأن السمت بالمعني اللغوي أو الاصطلاحي إذا وجب اعتباره والصلاة إلى ما يظن كون الكعبة فيه، لم يجز التحول عنه ولا بمقدار ذبابة ؛ لأن ذلك في البعد يؤدي إلى الخروج عن الخط الأول عند وصوله إلى قرب مكة بفراسخ. فإن كان الأول موجبا لظن كون الكعبة فيه- كما هو المفروض- لم يكن الآخر مطابقا للظن، ويؤيد ذلك أن الجهة- التي هي فرض البعيد- أوسع مجالا من العين بكثير، والعلامات المنصوبة لها نصا واستنباطا تقتضي سعته أيضا.

ولو عول على ظاهر التعريف نافى جميع ذلك.

وقد عرفها الشارح المحقق بأنها ما تسامت الكعبة عن جانبيها، بحيث لو خرج خط مستقيم من موقف المستقبل تلقاء وجهه وقع على خط جهة الكعبة بالاستقامة، بحيث يحدث عن جنبيه زاويتان قائمتان. فلو وقع الخط الخارج من موقف المصلي لا بالاستقامة، بحيث تكون إحدى الزاويتين حادة والأخرى منفرجة، لم يكن مستقبلا لجهة الكعبة. (1)

وقد سبقه إلى نحو هذا التعريف صاحب التنقيح (2).

وفيه: أن الخط الخارج عن جانبي الكعبة لم يبين قدره إلى أين ينتهي، فإن كان امتداده إلى منتهى الجهتين- كما صرح به بعضهم- فظاهر فساده؛ لا ستلزامه كون

صفحه ۱۸۹