7

فإذا أتيت هذا الترتيب، فلنبدأ أولا: بالسوابق والمقدمات، حتى نأتي على آخر التقسيمات - إن شاء الله -، وبه الحول والتوفيق.

فنسأل الله العصمة من الخطأ والزلل، والتوفيق في القول والعمل، وهو حسبنا الله، ونعم الوكيل، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الركن الأول

في سوابق الحج ومقدماته

اعلم أن هذا الركن ينقسم قسمين:

الأول: في السابق.

والثاني: في المقدمات.

أما القسم الأول، فيشتمل على ثلاثة فصول:

أحدها:في معنى الحج والعمرة، والأدلة على وجوبهما من الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة.

الفصل الثاني: في فضل الحج والعمرة، والوعيد الوارد في تاركهما.

الفصل الثالث[س/4]: في شرائط وجوب الحج، وما يتفرع منها من فصول المسائل.

الفصل الأول: ينقسم قسمين:

أحدهما: في معنى الحج والعمرة.

والثاني: في الأدلة على وجوبهما.

[الفصل الأول]

[في معنى الحج والعمرة]

اعلم أن الحج على ضربين، لغوي واصطلاحي، أما اللغوي، فيطلق على معنيين، أحدهما: القصد(1)، وهو الصحيح، يقال: حججت البيت؛ إذا قصدته؛ لقطع المناسك؛ قال الشاعر:

أما والذي حج المبلون بيته وحل أيام الذبائح والنحر(2).

ويقال: حججت الموضع: إذا قصدته، وحج الطبيب الشجة(3)،إذا قصد قياسها بالمرود(4)؛

قال الشاعر:

__________

(1) لمزيد من التفصيل ارجع ابن منظور (لسان العرب)، 3/ 52، مادة "حجج".

(2) هذا البيت لنصيب بن رباح، أبو محجن، مولى عبد العزيز بن مروان.

(3) الشجة : الشجة: الجراح يكون في الوجه والرأس، ولا يكون في غيرهما من الجسم، وجمعها؛ شجاج. ابن منظور (لسان العرب)، 7/32، مادة "شجج".

(4) المرود: المرود - بكسر الميم -: الذي يكتحل به، والميم زائدة.(المصدر السابق)5/368، مادة "رود".

صفحه ۷