فإذا أتيت هذا الترتيب، فلنبدأ أولا: بالسوابق والمقدمات، حتى نأتي على آخر التقسيمات - إن شاء الله -، وبه الحول والتوفيق.
فنسأل الله العصمة من الخطأ والزلل، والتوفيق في القول والعمل، وهو حسبنا الله، ونعم الوكيل، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الركن الأول
في سوابق الحج ومقدماته
اعلم أن هذا الركن ينقسم قسمين:
الأول: في السابق.
والثاني: في المقدمات.
أما القسم الأول، فيشتمل على ثلاثة فصول:
أحدها:في معنى الحج والعمرة، والأدلة على وجوبهما من الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة.
الفصل الثاني: في فضل الحج والعمرة، والوعيد الوارد في تاركهما.
الفصل الثالث[س/4]: في شرائط وجوب الحج، وما يتفرع منها من فصول المسائل.
الفصل الأول: ينقسم قسمين:
أحدهما: في معنى الحج والعمرة.
والثاني: في الأدلة على وجوبهما.
[الفصل الأول]
[في معنى الحج والعمرة]
اعلم أن الحج على ضربين، لغوي واصطلاحي، أما اللغوي، فيطلق على معنيين، أحدهما: القصد(1)، وهو الصحيح، يقال: حججت البيت؛ إذا قصدته؛ لقطع المناسك؛ قال الشاعر:
أما والذي حج المبلون بيته وحل أيام الذبائح والنحر(2).
ويقال: حججت الموضع: إذا قصدته، وحج الطبيب الشجة(3)،إذا قصد قياسها بالمرود(4)؛
قال الشاعر:
__________
(1) لمزيد من التفصيل ارجع ابن منظور (لسان العرب)، 3/ 52، مادة "حجج".
(2) هذا البيت لنصيب بن رباح، أبو محجن، مولى عبد العزيز بن مروان.
(3) الشجة : الشجة: الجراح يكون في الوجه والرأس، ولا يكون في غيرهما من الجسم، وجمعها؛ شجاج. ابن منظور (لسان العرب)، 7/32، مادة "شجج".
(4) المرود: المرود - بكسر الميم -: الذي يكتحل به، والميم زائدة.(المصدر السابق)5/368، مادة "رود".
صفحه ۷