وينبغي له أن يصلي فيه ركعتين، ثم يقول: أعوذ بكلمات الله التامات العامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق ثلاث مرات، وروي عن أبي عبيدة مسلم ~ قال: (من قال، هذه الكلمات، حين أراد أن ينزل في موضع أو حانوت[س/26]أو فندق، فإنه لا يرى ما دام فيه إلا خيرا - إن شاء الله - ، فإذا أراد أن يرتحل من منزله، فينبغي له أن يودعه بركعتين، فإذا جن(1) عليه الليل، قال: (يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شر ما فيك، وشر ما دب (2)عليك، أعوذ بالله من شر كل ذي شر، ومن شر كل أسد، وأسود(3) وحية، وعقرب، ومن ساكن البلد، ووالد وما ولد، { وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم } (4)، فإذا ضل منه جمل أو دابة، فليقل بأعلى صوته: (اللهم هادي الضلال، وراد الضوال، اردد علي ضالتي و لا تعثني(5) في طلبها، ولا تفجعني بمصيبتها، فإنها من عطيتك ورزقك)، وروي هذا عن أبي عبيدة مسلم ~ ، وعنه أيضا قال: (إذا ذهب منك جمل أو دابة في فلاة(6) من الأرض، فقل: يا معشر المسلمين، وسكان الأرض وعمارها، إني أستعين بكم بعد الله - تعالى - أن تردوا علي ضيعتي، وترحموا ضعفي، وقلة حيلتي، فإن
__________
(1) - جن عليه الليل:. جن الشيء يجنه جنا:. ستره، وجنه الليل يجنه جنا وجنونا وجن عليه يجن جنونا وأجنه: ستره. (المصدر السابق)، 2/ 385.
(2) دب: دب النمل وغيره من الحيوان، مشى على هينته.(المصدر السابق)، 4/275، مادة "دبب".
(3) أسود: أخبث الحيات وأعظمها، وأنكاها.(المصدر السابق)، 6/421، مادة "أسود".
(4) سورة الأنعام، الآية 13.
(5) تعثني: عوثة تعويثا ثبطه، وعن الأمر: صرفه حتى كعاثه، وتعوث: تحير.ينظر: الفيروزآبادي، (القاموس المحيط)، 171، مادة "عوث".
(6) الفلاة: المفازة، الفلاة، القفر من الأرض، وقيل: هي الصحراء الواسعة، والجمع فلا، وفلوات، ينظر: ابن منظور (لسان العرب)،.10./ 330، مادة" فلاة".
صفحه ۶۱