فإذا هزمت العذال، وعصيت الأنذال، وغلبت الأراذل، فودع أصحابك ويودعوك هم أيضا، لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يودع بعض أصحابه، ويقول: "أستودع الله دينك،وأمانتك، وخواتم عملك"(1)، فإذا فعلت ما ذكرنا، فاجتهد، وجد وكن وصي نفسك، وبادر إلى راحلتك، فإذا ركبتها، فكبر ثلاثا، فقل: (سبحان الله الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون [س/24]، اللهم إني أسالك في سفرنا هذا البر والتقوى، والعمل بما ترضى، اللهم هون علينا السفر، واطو لنا الأرض، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، واصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا)، هكذا روي عن النبي - عليه السلام - من طريق ابن عمر(2)، والله أعلم.
__________
(1) رواه من طريق ابن عمر: أبو داود، (15) كتاب الجهاد، في (73) باب الدعاء عند الوداع، ح رقم2600، رواه الترمذي في (45) كتاب الدعوات، في باب ما جاء ما يقول إذا ودع إنسانا، ح رقم 34442، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وبرقم 3443، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، رواه ابن ماجه، في (24) كتاب الجهاد، في (24) باب تشييع الغزاة ووداعهم، ح.رقم 2826.
(2) رواه مسلم، في (15) كتاب الحج، في (75) باب استحباب الذكر إذا ركب دابته متوجها لسفر حج أو غيره وبيان الأفضل من ذلك الذكر، ح.رقم 3275، وبرقم 3276، ورواه أبو داود في (15)كتاب الجهاد، في (72) باب ما يقول الرجل إذا سافر، ورواه الترمذي في (45) كتاب الدعوات، في (46) باب ما يقول إذا ركب دابة، ص 787، ح.رقم 3497، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
صفحه ۵۷