وإذا حضر خروجه فينبغي أن يكون ذلك بكرة يوم الخميس، لقول النبي - عليه السلام - : "اللهم بارك لأمتي في بكورها، واجعل ذلك غداة خميسها" (1)، قال أبو عبيدة مسلم: (وقد كان بعض من مضى لا يخرج إلى السفر، إلا ...(2) ابتغاء بركة هذا الدعاء، وكذلك ينبغي لكل مسلم إذا أراد سفرا إلى الحج أو غيره، وينبغي له أن يودع أصحابه، وجيرانه، وأرحامه، ويرضي من وجد عليه منهم، ويطلب دعاءهم ويحاللهم، ويصافحهم ، ويبكي [س/22] لفراقهم؛ لما روى أبو هريرة أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له: يا رسول، إني أريد سفرا، فقال - عليه السلام -:"أوصيك بتقوى الله، والتكبير عند كل شرف(3)"، فلما ولى، قال النبي - عليه السلام -: "اللهم اطو له البعد، وهون عليه السفر"(4)، ومن طريق آخر، قال - عليه السلام -: "وجهك الله في الخير، وزودك التقوى، وجعلك مباركا أينما كنت" (5)، وليحذر عند خروجه اعتياق العذال، واللوام، وهي الخصلة التي أردت الأنام، وألحقت
__________
(1) قال العراقي في المغني 2/344: أخرجه ابن ماجه والخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له وقال ابن ماجه " يوم الخميس" وكلا الإسنادين ضعيف.
(2) كلمة لم تفهم ولعلها (إلا الخميس)، أو (إلا بكرة).
(3) شرف: العلو والمكان العالي، ومشارف الأرض أعاليها. (لسان العرب) 7/90، مادة "شرف".
(4) رواه الترمذي من طريق أبي هريرة في (45) كتاب الدعوات، في (45) باب منه وصيته - صلى الله عليه وسلم - المسافر بتقوى الله والتكبير على كل شرف، خ.رقم 3445، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن، ورواه الحاكم في كتاب المناسك، 2/ 628، رقم.ح 1633، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة، ح رقم5090.
(5) رواه الترمذي في (45) كتاب الدعوات، في (44) باب منه دعاء " زودك التقوى "، ح رقم 3444، من طريق أنس، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
صفحه ۵۴