والقول الرابع: أن الاستطاعة صحة البدن لا غير،وأظنه مرويا عن ابن جعفر(1) أو غيره من أصحابنا، وبه قال مالك بن أنس(2)، وعن الشيخ أبي الحسن ~ (3)، قال: ( الاستطاعة زاد وراحلة، مع الأمن على ما وردت فيه السنة(4)، وقال آخرون: الاستطاعة مال واحتيال، وذهب أبو حنيفة(5)
__________
(1) ابن جعفر (الجامع) 3/ 275، وهو الشيخ العلامة أبو جابر محمد بن جعفر الأزكوي، من مشاهير العلماء في زمانه، ومن المؤلفين المجيدين، وهو من علماء النصف الأخير من القرن الثالث، وكان أصم، من شيوخه: محمد بن محبوب، وعمر بن محمد القاضي، وسعيد بن محرز وغيرهم، ومن تلامذته: ولده العلامة الأزهر، من مؤلفاته: كتاب "الجامع"، المعروف "بجامع ابن جعفر"، ينظر: الشيخ البطاشي (إتحاف الأعيان) 1/ 271 - 273، وجماعة من الجامعيين، (دليل أعلام عمان)، ص 114.
(2) مالك (المدونة) 2/732.
(3) الفقيه العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن البسيوي الأزدي، من أهل بسيا التابعة لولاية بهلا"، من شيوخه: ابن بركة، ومحمد بن أبي الحسن النزوي وغيرهم، من مؤلفاته: كتاب "الجامع"، المسمى " جامع أبي الحسن البسيوي"، وكتاب المختصر"، المعروف " بمختصر البسيوي"، ينظر: الشيخ البطاشي (إتحاف الأعيان) 1/30- 307.
(4) الشيخ أبو الحسن البسيوي (الجامع) 2/ 255.
(5) أبو حنيفة النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي، إمام الحنفية، المجتهد، قيل: أصله من أبناء فارس، ولد ونشأ بالكوفة، وكان يبيع الخز، أريد للقضاء، فامتنع ورعا، ثم طلبه المنصور العباسي للقضاء، فرفض، فسجنه إلى أن مات، وكان قوي الحجة، حسن المنطق، قال الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، له مسند في الحديث، وتنسب له رسالة الفقه الأكبر.توفي بغداد سنة 150ه.ينظر: عبد القادر أبي الوفاء (الجواهر المضية في طبقات الحنفية)، 1/49- 63، وابن حجر (تهذيب التهذيب)10/401-403، والذهبي (سير أعلام النبلاء)390- 403، والزركلي ( الأعلام) 8/36.
صفحه ۴۳