من أصحاب مالك(1).
والقول الثاني: أن الاستطاعة زاد وراحلة وصحة البدن، وهذا القول حكاه بعض العلماء فيما وجدت(2).
والقول الثالث: أن الاستطاعة أربعة أشياء: زاد وراحلة وأمان الطريق وصحة الأبدان، وهذا هو الموجود في آثار مشايخ الجبل(3)، وكذلك عن عمروس بن فتح(4)
__________
(1) القرافي ( الذخيرة) 3/7.
(2) نسه في كتاب القواعد إلى بعض العمانيين، انظر 2/ 129.
(3) المراد به جبل نفوسة، وهو أحد مواطن الإباضية القديمة في المغرب الإسلامي ويتبع حاليا الجماهيرية الليبية، وكان للجبل شأن في التاريخ الإسلامي عظيم، من هامش كتاب الوضع، تأليف العلامة: أبي زكريا يحيى بن أبي الخير الجناوني، علق عليه الشيخ أبو إسحاق أطفيش، مكتبة الاستقامة ، ص 77.
(4) ينظر: (أصول الدينونة الصافية) ،تحقيق حاج أحمد كروم، ط1، 1420ه - 1999م، ص 106.
وهو: عمروس بن فتح النفوسي، من أبناء جبل نفوسة، ولد ونشأ في قرية"قطرس"من أرض "الرحبيات" بجبل نفوسة، عاصر الإمام أبا اليقظان محمد بن أفلح الرستمي، وتلقى العلم على مشايخ الجبل، كان ~ مجاهدا في سبيل الله، ولكن لم يصرفه الجهاد عن العلم، بل هو من أعلم أهل زمانه، وعرف بينهم بالحفظ والاجتهاد، تولى القضاء ببلدة نفوسة، يرجع إليه الفضل بعد الله - سبحانه تعالى - في إنقاذ مدونة أبي غانم الخرساني من الضياع، حيث قام باستنساخها عندما ترك الإمام أبو غانم الخرساني نسخة عنده، فاجتهد فنسخها، وأنقذها من الضياع، له من المؤلفات " أصول الدينونة الصافية"، ورسالة "في الرد على الناكثة"، توفي ~ بواقعة "مانو" سنة 283ه- التي كانت بين أهل نفوسة وبني الأغلب، ينظر: الشيخ الدرجيني(طبقات المشايخ) 2/320-325، وجمعية التراث (معجم أعلام الإباضية)3/671-672، ومهنا السعدي (الشيخ عمروس ومنهجه الفقهي)177-266.
صفحه ۴۱