[ذكر الخلاف في أنواع العالم]
وأما الخلاف في أنواع العالم: فمذهب أئمة العترة - عليهم السلام - فيه بخلاف ما ذهبت إليه الفلاسفة، وهو ما تقدم، وبخلاف ما ذهبوا إليه هم والمعتزلة من القول بالجوهر والخط والسطح، وبخلاف ما ذهبت إليه نفاة الأعراض ومن جوز وجود عرض لا في محل.
وذلك لأنهم - عليهم السلام - لم يتعدوا حد عقولهم، ولم يتكلفوا علم ما لا طريق لهم إلى العلم به، ولا ما قد علموه بالمشاهدة ضرورة أو بطريقة القياس العقلي لما لم يشاهدوا على ما شاهدوا، وذلك لأن جميع ما يشاهد من العالم لا يخلو: من أن يكون محلا لغيره أو حالا في غيره؛ فالمحل هو الجسم، والحال هو العرض، والعرض صفة، والجسم موصوف، ومن المعلوم بالمشاهدة استحالة وجود جسم خال من عرض، ووجود عرض لا في محل.
وأما تنوع الأجسام إلى كثيف ولطيف وحيوان وجماد، وتنوع الأعراض إلى ما يعلم بدرك الحواس الخمس، وما يعلم بالدليل؛ فذلك ظاهر لكل من لم يكابر الضروريات بكاذب التوهم أو التجويز الذي هو طريق كل مدلس، وملجأ كل مقلد.
صفحه ۵۲