============================================================
وما عسيت أن أقول فيمن جمع أطراف المحاسن ، ونظم أشتات الفضائل ، وأخذ برقاب المحامد، واستولى على غايات المناقب..
ذكر الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه الله : أن الفقيه العلامة قطب اليمن اسماعيل بن محمد الحضرمي، ثم اليمني، سثل عن تصانيف الغزالي، فقال من جملة وابه: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء، ومحمد بن إدريس الشافعي سيد الأثمة، ومحمد بن محمد الغزالي سيد المصنفين) سبب تأليفه : إن خير من يبين لنا ذلك. . المؤلف نفسه ؛ إذ إن أهل مكة أدرى بشعابها، فقد قال رحمه الله: (فأما علم طريق الاخرة، وما درج عليه السلف الصالح مما سماه الله سبحانه في كتابه : فقها وحكمة وعلما وضياء ونورا وهداية ورشدا.. فقد أصبح من بين الخلق مطويا، وصار نسيا منسيا، ولما كان هذذا ثلما في الدين ملما ، وخطبا مدلهما. . رأيت الاشتغال بتحرير هذذا الكتاب مهما؛ إحياء لعلوم الدين، وكشفا عن مناهج الأئمة المتقدمين، وإيضاحا للعلوم النافعة عند النبيين والسلف الصالحين) فكتابه هذذا جاء تلبية لحاجة ملحة؛ فهو نور يستنير به من وقع في غياهب الظلام ، يكشف به كذب الكاذبين، وزيف المدعين (1).
ونه لكل مؤلف من اسمه حظ ونصيب، ويختلف هذذا النصيب من مؤلف لآخر ، لكن مضمون " إحياء علوم الدين" جاء مطابقا لعنوانه؛ فحوى علوم الدين (2) كلها؛ من فقه، وحديث، وأخلاق (1) كتب كل إمام في عصره وزمنه، فياليت شعري : من لعصرنا وزمنتا ؟1 واليوم ردة ولا أبا بكرلها، فلنا الله (2) نذكر في هذذا المقام كلمة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأذهر في وقته حين قال : (إذا ذكرت أسماء العلماء. . اتجه الفكر إلن ما امتازوا به من فروع العلم ، وشعب المعرفة، فإذا ذكر ابن سينا أو الفارابي. . خطر بالبال فيلسوفان عظيمان من فلاسفة الإسلام ، وإذا ذكر البخاري ومسلم وأحمد..
خطر بالبال رجال لهم أقدارهم في الحفظ، والصدق، والأمانة، والدقة، ومعرفة الرجال. ..
أما إذا ذكر الغزالي. . فقد تشعبت النواحي، ولم يخطر بالبال رجل واحد، بل خطر بالبال رجال متعددون
صفحه ۵۳