============================================================
ثم من لم نعرف له مستقرا من العجاد وإنما لقي في طريق، فمنهم من لقي في طريق مكة، ومنهم من لقي بعرفة، ومنهم من لقي في الطواف، ومنهم من لقي في غزاة، ومنهم من لقي في طريق سفر أوطريق سياحة.
ثم ذكرت من لم يعرف له اسم ولا مكان من العباد .
ثم ذكرت طرفا من أخبار بتيات صغار تكلمن بكلام العابدات الكبار .
ثم ذكرت طرفا من آخبار عباد الجن، فختمت بذلك الكتاب، والله الموفق بجوده ولطفه - "إحياء علوم الدين" للإمام محمد بن محمد الغزالي، المتوفى سنة (505ه) ان كتاب "الإحياء" من أهم كتب طالب الوصول إلى الله؛ فهو المعين العذب، والبحر الراثق، حوى من الكنوز والدقائق ما يشتهيه كل إنسان.. فهو مورد كل ظمآن، ومنهل كل عطشان، وأنيس كل حيران.
وقد كتب حوله الكثير من العلماء، أذكر من هلؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: سيدي العلأمة عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس رحمه الله تعالى، في رسالة سماها : "تعريف الأحياء بفضائل الاحياء *، قال رحمه الله : (اعلم: أن فضائل "الإحياء" لا تحصى، جمع الناس مناقبه فقضروا وما قضروا، وغاب عنهم اكثر مما أبصروا، غاص مؤلفه رضي الله عنه في بحار الحقائق، واستخرج جواهر المعاني، ثم لم يرض إلا بكبارها، وجال في بساتين العلوم فاجتنى ثمارها بعد أن اقتطف من أزهارها، وسما إلى سماء المعاني فلم يصطف من كواكبها إلا الشيارة، وجليت عليه عرائس أسرار المعاني فلم ترق في عينه منهن إلا بادية النضارة ، جمع رضي الله عنه فأوعن، وسعى في إحياء علوم الدين فشكر الله له ذلك المسعى فلله دره من عالم محقق مجيد، وإمام جامع لشتات الفضائل محرر فريد، لقد آبدع فيما أودع كتابه من الفوائد الشوارد، وقد أغرب فيما أعرب فيه من الأمثلة والشواهد، وقد أجاد فيما أفاد فيه وأملى، بيد أنه في العلوم صاحب القدح المعلى ؛ إذ كان رضي الله عنه من أسرار العلوم بمحل لا يدرك، وأين مثله وأصله أصله، وفضله فضله ؟!
يهات لا يأتي الزمان بمثل ان الزمان بمثله لشحيح
صفحه ۵۲